أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية التركية نجاتي اوتجان امس الأربعاء أن أنقرة طلبت من لندن توضيحات في شأن تصريح أدلى به وزير الخارجية البريطاني روبن كوك نهاية الأسبوع الفائت اعتبر فيه أن "حدود تركياالشرقية مع العراق ليست واضحة كليا". وأضاف اوتجان أن السفير البريطاني في أنقرة ديفيد لوغان استدعي الى وزارة الخارجية التركية لاستيضاحه هذه القضية. وفي غضون ذلك عقدت بلدان غرب اوروبا اجتماعا طارئا في بروكسيل امس لمناقشة الهجرة الكردية من تركيا واعلن رئيس الوزراء التركي مسعود يلماز ان بلاده مستعدة لعقد اتفاق معها لمواجهة المشكلة معا. وكان كوك اعتبر في حديث مع هيئة الاذاعة البريطانية بي. بي. سي الأحد الماضي أن تركيا ليست "مرشحا يمتلك صدقيته" للانضمام الى الاتحاد الاوروبي "في مستقبل منظور". وأورد الوزير البريطاني أسبابا عدة لموقفه هذا منها حقوق الانسان وكون "حدود تركياالشرقية غير واضحة كليا" ومشكلة عدم اشراف السلطة السياسية على الجيش وعدم "احترام الاقليات الاتنية". وقال الناطق التركي: "طلبنا توضيحات وأبدينا خيبة أملنا". وأشار الى أنه كان مقررا ان تقوم السفارة التركية في لندن بتحرك ديبلوماسي لدى وزارة الخارجية البريطانية امس او اليوم. ولاحظ أوتجان في كلام الوزير البريطاني "اشارة واضحة الى شمال العراق" الواقع عند الحدود الجنوبية لتركيا. وسئل هل يعني كلام كوك تشكيكا في الحدود الشرقيةلتركيا فأجاب: "نحاول توضيح النيات الحقيقية الكامنة وراء هذا التصريح وفهم السياق الذي جاء فيه". يذكر ان معاهدة سيفر الموقعة في 1920 بين الحلفاء المنتصرين والامبراطورية العثمانية المهزومة وكرست تفتت الامبراطورية العثمانية نصت على اقامة "كردستان" تشمل ولاية الموصل مستقلة على المدى الطويل. لكن المعاهدة الغتها اخرى بعد ثلاث سنوات هي معاهدة لوزان التي وقعت في 1923 واعترفت بوجود اقليات يهودية ومسيحية ارمن ويونانيون في تركيا، من دون ان تصنف الاكراد في فئة الاقليات لانهم مسلمون. ونجحت تركيا في الحصول على الغاء معاهدة سيفر واستبدال معاهدة لوزان بها بعد انتصار مصطفى كمال اتاتورك، مؤسس الجمهورية التركية، على اليونان. ووصل الى روما امس قائد الشرطة التركية نجاتي بيليجان حيث يشارك اليوم في اجتماع لكبار مسؤولي الشرطة في عدد من الدول الاوروبية مجموعة شينغين وفي تركيا حول هجرة الاكراد غير الشرعية. ولم يدل بيليجان بأي تصريحات لدى وصوله الى مطار فيوميتشينو في العاصمة الايطالية. وسيحاول مسؤولو الشرطة الاتفاق على موقف واحد لمواجهة هجرة اعداد كبيرة من الاكراد بصورة غير مشروعة الى ايطاليا. وكانت روما طلبت عقد هذا الاجتماع بعد وصول سفينتين تنقلان اكثر من 1200 مهاجر غير شرعي الى الشواطئ الايطالية في الايام الاخيرة من العام الماضي ولمواجهة احتمال وصول اعداد اخرى قريبا. وفي مقابلة نشرتها صحيفة "لاستامبا" الايطالية امس قال يلماز: "رغبتنا الوحيدة هي تقديم مساهمة كبيرة من اجل ان تتمكن ايطاليا والاتحاد الاوروبي من كشف المجرمين الذين يديرون هذا الاتجار النفعي بالمهاجرين خلسة". واعتبر ان "غالبية اللاجئين يأتون من شمال العراق الواقع ضحية الحرب ومن المناطق المتاخمة التي تطالها المعارك". من جهة أخرى رفض وزير خارجية المانيا كلاوس كينكل أمس مطالبة عدد من السياسيين الالمان بوقف العمل في اتفاق شيننغن لتفادي وصول اللاجئين الأكراد من ايطاليا الى المانيا. وقال ان الاتفاق مهم لأنه يمنح حرية الحركة لمواطني الاتحاد الأوروبي. لكن الوزير الالماني طالب ايطاليا بتأمين حدودها.