تتنافس الشركات الأميركية الرئيسية المشاركة في "معرض أميركا الشمالية للسيارات" على طرح نماذج وطرازات متنوعة قادرة على الاستجابة لهاجس الحفاظ على البيئة وتأمين بدائل عن الوقود الحفري والمشتقات النفطية. ويُعتبر المعرض، الذي افتتح أعماله أمس الاثنين والذي يتوقع منظموه ان يصل عدد زواره الى 790 ألف زائر لدى اختتام فاعلياته في 19 الشهر الجاري، أحد أبرز ثلاثة معارض دولية في العالم والأكبر على مستوى القارة الأميركية. ويحتشد كبار مسؤولي شركات صناعة السيارات من الولاياتالمتحدة وأوروبا وآسيا في ديترويت لعرض الطرازات الجديدة الخاصة بالسنة المقبلة والسنة الجارية. وتبدو المؤتمرات الصحافية التي يقدمها مديرو الشركات ممتثلين لتعليمات مسؤولي العلاقات العامة أشبه بوصلات استعراضية يحضرها جمهور غفير يضم في عداده أكثر من خمسة آلاف صحافي قدموا من 60 بلداً بينهم مندبو 181 قناة تلفزيونية. وحذر رئيس مجلس ادارة مجموعة "فورد" الرئيس التنفيذي فيها الكس تروتمان، في مؤتمر صحافي عقده أمس وخصص للكشف عن مجموعة جديدة من المركبات والسيارات، من ان السوق الدولية للسيارات تواجه وضعاً صعباً نتيجة ارتفاع نسبة الانتاج بمعدل 40 في المئة ازاء الطلب الدولي، مؤكداً ان المنافسة باتت صعبة بسبب الضغوط التي يواجهها المصنعون لتسعير سياراتهم مما سيؤدي الى بقاء أكثر المركبات تنافسية في السوق. وأشار الى ان السيارات الجديدة التي يتوقع بيعها في الولاياتالمتحدة تراوح بين 15 مليوناً و8.15 مليون سيارة مقابل 15 مليوناً في أوروبا الغربية. وأعلن ان "فورد" استطاعت للمرة الأولى في تاريخها خفض كلفة انتاجها بنحو ثلاثة بلايين دولار العام الماضي وأنها تنوي الاستمرار في مشاريعها الاستثمارية في آسيا على رغم الخضات التي شهدتها الأسواق المالية هناك. وتستحوذ "فورد" على أكثر من 25 في المئة من السوق الأميركية التي تعتبر أكبر سوق للسيارات الجديدة في العالم. وقال جاك نصر رئيس "شركة فورد للسيارات" التابعة للمجموعة الأميركية ان شركته باعت العام الماضي أكثر من أربعة ملايين سيارة في الولاياتالمتحدة. وأضاف لدى ازاحته الستار عن ثلاثة نماذج لسيارات "اوستن مارتن" البريطانية التابعة لپ"فورد" وتفوق سرعة أحدها 340 كلم في الساعة، ان شركته ترغب في المزاوجة بين العراقة والتكنولوجيا وأن الابتكار وحده هو الذي سيسمح باستكشاف الآفاق التي ستصل اليها صناعة السيارات في المستقبل. وفي مواجهة العملاقين الأميركيين الآخرين وهما "جنرال موتورز" وكرايزلر" بدا واضحاً ان الموضوع الأساسي لمعرض ديترويت ينصب على فكرة بناء السيارة الرؤوفة بالبيئة تسبق مشروعاً مماثلاً يقوم به اليابانيون. وبعدما كانت "كرايزلر" طرحت مشروعاً جديداً العام الفائت لسيارة رؤوفة بالبيئة تعمل بخليط من أنواع الوقود اكتفت امس بالاعلان عن سيارة ذات اخلاط بلاستيكية خفيفة تزيد فاعلية أدائها وسرعتها. وطرح رئيس "جنرال موتورز" جاك سميث النموذج الأول التجاري لسيارة "أي. في وان" الكهربائية التي قال انها ستباع تجارياً في الولاياتالمتحدة خلال السنة الجارية. وذكر سميث ان شركته تؤمن ان الدعم الحكومي المقدم لمشاريع بدائل الوقود النفطي لن يستمر الى ما لانهاية وأن السيارة الجديدة ستقود السوق الحالية للسيارات الرؤوفة بالبيئة التي بلغ حجمها 110 آلاف سيارة العام الفائت استحوذت "فورد" على 95 في المئة منها.