أثار عرض الجزء الثاني من مسلسل "خان الحرير" ولا يزال نقاشات وخلافات في أوساط المثقفين والجمهور على حدٍ سواء، بسبب الآراء الصريحة التي قالها المؤلف نهاد سيريس على لسان أبطاله وخصوصاً في مسألة الوحدة المصرية - السورية 1958 - 1961 وما تضمنته هذه الآراء من مكاشفات جريئة لأخطاء تلك الوحدة في عدد من الموضوعات السياسية والاقتصادية الخلافية مثل حل الأحزاب السورية وملاحقة قادتها ونشطائها، أو تأميم المعامل والممتلكات الخاصة. ومع أن زمناً طويلاً مر على انفصال سورية عن تلك الوحدة أيلول/ سبتمبر 1961، إلا أن تناول المسألة بوضوح وصراحة وموضوعية وعلى نطاق واسع عبر الشاشة الصغيرة يحدث للمرة الأولى. ويزيد من أهمية حوارات شخصيات المسلسل عن الوحدة المستوى الفني الرفيع الذي حقق فيه المخرج المعروف هيثم حقي عمله، كما نجح المخرج والمؤلف في دمج الأحداث السياسية الكبرى في نسيج اجتماعي - درامي فيه الكثير من الجماليات بقدر الحضور اللافت لنخبة من الممثلين والممثلات السوريين. واكتسب العمل حضوراً رمضانياً كثيفاً على رغم عرضه في ساعة متأخرة من السهرة.