ذكرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية انه عرض على اسرائيل، اخيراً، شراء الغاز الطبيعي من الجزائر، "بعد ان فشلت المحاولات المتجددة لشراء الغاز من مصر لأسباب سياسية". وأوضحت محافل سياسية اسرائيلية، ومصادر اقتصادية رفيعة المستوى في مجال الطاقة ان اقتراح شراء الغاز من الجزائر رفعته شركة متعددة الجنسيات التقى ممثلوها موظفين كبار في وزارة البنى التحتية ومسؤولي شركة الكهرباء القطرية في اسرائيل. ولم تذكر الصحيفة اسم الشركة او ممثليها. ويقضي الاقتراح بنقل الغاز الجزائري في ناقلات بحرية، أو عبر انابيب الى اليونان، التي ستشكل محطة للنقل والتوزيع. وسيتجه جزء من الغاز لاغراض الاستهلاك في اليونان، اما الباقي فسينقل الى الدول البلقانية المجاورة، ثم بالناقلات البحرية الى اسرائيل. ويذكر ان الغاز الجزائري ينقل في ناقلات بحرية الى تركيا وعبر الانابيب الممدودة تحت البحار الى ايطاليا، علماً ان النقل بالناقلات البحرية يتطلب معالجة الغاز الذي تزيد كلفته نحو 20 في المئة وهو في حالته الطبيعية بالانابيب. وقالت الصحيفة: "ستتخذ شركة الكهرباء الاسرائيلية في موعد لا يتجاوز شهر ايلول سبتمبر المقبل قراراً، حول ما اذا كانت ستستخدم الغاز في محطة توليد الطاقة، التي تحمل اسم "روتنبرغ" في عسقلان". وأضافت انه اذا لم يتوفر مصدر لتزويد الغاز بسعر معقول، فان شركة الكهرباء ستضطر الى استخدام الفحم في تشغيل محطة "روتنبرغ". ويتوقع ان تستهلك اسرائيل في المرحلة الاولى نحو 5،2 بليون متر مكعب من الغاز، ومن شأن الاستهلاك ان يتضاعف خلال عقد من الزمن. وأشارت الصحيفة الى انه جرت في فترة حكومة رابين اتصالات لتمديد انبوب لنقل الغاز من حقول الغاز في مصر عبر صحراء سيناء، مضيفة ان هذه الاتصالات توقفت بعد وصول "ليكود" الى السلطة في اسرائيل وتعيين شارون وزيراً للبنى التحتية، وجمود العملية السلمية. وقالت: "ان الاتصالات لنقل الغاز بواسطة الأنابيب من روسيا عبر تركيا الى اسرائيل تعرقلت في الاشهر الاخيرة بسبب محاولة الاخيرة ممارسة الضغط الاقتصادي على روسيا كي لا تبيع ايران تكنولوجيا لتطوير الصواريخ".