أعلن الشيخ عبدالله بن زايد وزير الإعلام والثقافة رئيس اتحاد كرة القدم في دولة الإمارات عودة اللاعب الأجنبي "رسمياً" إلى ملاعب الإمارات بعد غياب 17 عاماً، وذلك اعتباراً من الموسم المقبل 98/1999، والسماح اختيارياً لأندية الدرجة الأولى فقط بتطبيق الاحتراف مع لاعبيها المواطنين. وفجر الشيخ عبدالله المفاجأة في مؤتمر صحافي عقده ليل الجمعة في نادي ضباط القوات المسلحة في أبو ظبي عندما ربط عدم موافقة السلطات المعنية في الإمارات على عودة اللاعب الأجنبي والاحتراف باستقالته من رئاسة الاتحاد. وقال الشيخ عبدالله بن زايد إنه كان شخصياً أمام خيارين، فإما موافقة جميع الأطراف المعنية على عودة اللاعب الأجنبي إلى ملاعب الإمارات وتطبيق الاحتراف أو تقديم استقالته من رئاسة الاتحاد. وأضاف انه "بعد مرور هذه الفترة الطويلة على غياب اللاعب الأجنبي وبعدما وصلت إليه كرة الإمارات اقتنعنا بأننا لا بد أن نقوم باجراء تغييرات كبيرة لتصحيح مسار كرة القدم الإماراتية وانتشالها إلى آفاق رحبة. وطرحنا هذا الاقتناع على المعنيين بالأمر، وأوضحنا ان هذا التغيير ينتظره الوسط الرياضي منذ فترة طويلة". وأكد أنه بعد مشاورات ولقاءات عديدة مع المسؤولين في الأندية وداخل مجلس إدارة الاتحاد، تم اتخاذ قرار عودة اللاعب الأجنبي وتطبيق الاحتراف. ولفت مراقبون رياضيون إلى ان الإمارات اخفقت في السنوات الأخيرة في إحراز مراكز متقدمة على صعيد البطولات الاقليمية والعربية والعالمية، وكان آخرها الخروج من تصفيات آسيا للوصول إلى كأس العالم في فرنسا. وكشف الشيخ عبدالله بن زايد عن تشكيل لجنة من قبل مجلس إدارة الاتحاد تتولى إعداد التفاصيل الكاملة وآليات تطبيق الاحتراف في ملاعب كرة القدم الإماراتية، وتقنين عملية الاحتراف على كافة الأصعدة من اللاعبين والأندية والاتحاد وعلاقة هذه الجهات ببعضها البعض. وقال إن مسألة الاحتراف ستتم بشكل تدريجي في خطوة أولى لتعديل مسار الكرة الإماراتية، حتى نستطيع ارساء مفهوم الاحتراف لدى اللاعبين. وأعرب الشيخ عبدالله بن زايد عن أمله في حدوث تحول جذري لمصلحة الكرة الإماراتية، وقال: "اعتقد ان واقعنا الحالي لا يسمح بتطبيق مفهوم الاحتراف كاملاً مرة واحدة، وإنما لا بد من السير خطوة خطوة حتى نخرج بنتيجة ترضي طموحنا". وقال إن امكانات أندية الإمارات المالية جيدة، وهي تفوق الكثير من الأندية الخليجية التي تطبق الاحتراف "ولن تكون الامكانات المادية في تصوري عائقاً في التعاقد مع لاعبين أجانب أو تطبيق الاحتراف مع لاعبين مواطنين والسماح لهم باتمام عقود معهم ابتداء من الموسم المقبل". وأضاف: "ان توفير أموال اضافية للأندية لا بد ان يتوفر من خلال عمليتي التسويق ودعم القطاع الخاص للأندية وليس من خلال الدعم الحكومي لها". وأعرب رئيس اتحاد كرة القدم عن اعتقاده بأنه "لا يمكن إلزام الأندية باجراء شكل معين في عقود اللاعبين المالية، فهذا يرجع لسياسة كل ناد وهي مسألة اختيارية وكل وفق ظروفه وإمكاناته. إننا نحترم آراء الأندية التي كانت رافضة لعودة اللاعب الأجنبي وتطبيق الاحتراف"، وأعرب عن أمله في أن تساند جميع الأندية هذا القرار من أجل المصلحة العامة. وأكد الشيخ عبدالله بن زايد في موتمره الصحافي الذي حضره أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة ان هذا القرار اتخذ عن اقتناع تام به، ولا توجد له معارضة من قبل أي عضو. وقال: "اجتمعنا لوقت قصير واتخذنا هذا القرار بالاجماع". ونوه بدور صقر غباش نائب رئيس الاتحاد ووكيل وزارة الاعلام والثقافة الجديد لما قدمه من أفكار في مذكرة شاملة لتطوير كرة القدم الإماراتية. وأعرب صقر غباش في أول تعقيب له على هذا القرار عن سعادته لهذه الخطوة، وقال إن "القرار كان قراراً سياسياً في يد المسؤولين، وأصبح موضوع اللاعب الأجنبي والاحتراف للاعب المحلي في يد اتحاد الكرة الذي سيقوم بتشكيل لجنة لتحديد ضوابط وشروط العمليتين". وان مسألتي عودة اللاعب الأجنبي والاحتراف مسألتان فنيتان تخصان اتحاد الكرة والأندية في الإمارات. وأكد يوسف السرقال عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة في دولة الإمارات ان القرار واضح وصريح، ولكنه حذر من التسرع في التنفيذ بانتظار قرار اللجنة التي سيتم تشكيلها لوضع ضوابط وشروط عمليتي عودة اللاعب الاجنبي والاحتراف وتحديد الطريقة التي سيتم التعامل بها مع هذا القرار. وقال إن عودة اللاعب الأجنبي ستضيف لمسة فنية على دوري الإمارات وتساهم في رفع مستوى مسابقاتنا الكروية المحلية من الناحية الفنية. ويرى السرقال ان اتخاذ قراري عودة اللاعب الأجنبي والاحتراف للاعبي الإمارات في وقت واحد يعود إلى ترابطهما والسعي لإعطاء دفعة قوية لكرة القدم الإماراتية، مؤكداً ان القرار سياسي وما كان ليتم إلا بتوجيهات عليا.