هذه السطور تتضمن تراجم لامهات الخلفاء الراشدين الاربعة: ابو بكرالصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن ابي طالب، رضوان الله عليهم جميعاً. * ام ابي بكر الصديق: هي أم الخير بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشية، التيمية، اسمها سلمى، وامها: اميمة. قال الزبير: بايعت النبي صلى الله عليه وسلم. وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: لما اسلم ابو بكر قام خطيبا، فكان اول خطبته ان دعا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فثار المشركون على ابي بكر، فضربوه ضربا شديدا، فجاءت بنو تميم فحملت ابا بكر في ثوب حتى ادخلوه بيته، لا يشكون في موته من شدة الضرب المؤلم الذي تعرض له، لكنه قال آخر النهار اجابة ليست عن جروحه وما تعرض له، بل قال: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فلم يزل يسأل عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى حمل اليه، فأكب عليه النبي صلى الله عليه وسلم يقبله، ورق عليه النبي رقة شديدة. فقال ابو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله، هذه امي، وانت مبارك، فادع لها وادعها الى الاسلام لعل الله ان يستنقذها بك من النار. فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاها الى الله تعالى فأسلمت. قال يحيى العامري اليمني: ولم يتفق لأحد من الصحابة ما اتفق لابي بكر من اسلام ابويه، وبنيه، وبني بنيه. ولما مات الصديق ورثه ابواه، وماتت امه ام الخير قبل ابي قحافة وكانا قد اسلما. * أم عمر بن الخطاب: هي حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبدالله بن عمر، من بني مخزوم، وهي ابنة عم خالد بن الوليد رضي الله عنه، فالمغيرة بن عبدالله بن عمرو بن مخزوم جدهما معا، وكان المغيرة المخزومي سيدا من سادات قريش وكبيراً من كبارها، وكانت له امارة الجند لسيد بني مخزوم. كانت حنتمة مرعية الجانب من زوجها الخطاب بن نفيل، والد عمر بن الخطاب، مفضلة عنده على غيرها من ضرائرها، فلما ولدت عمر فرح ابوه لمولده، وقرب للاصنام مبالغة في اظهار سروره، ونال فقراء بني عدي يومئذ الكثير من الطعام ما قل عهدهم به. * ام عثمان بن عفان: هي اروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى. أمها: أم حكيم البيضاء بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى. تزوج عفان بن ابي العاص بن امية، اروى بنت كريز، فولدت له: عثمان بن عفان، وآمنة بنت عفان، ثم تزوجها بعد ذاك عقبة بن ابي معيط فولدت له الوليد وعمارة وخالدا وام كلثوم وام حكيم وهندا. اسلمت اروى لله رب العالمين، وهاجرت الى المدينة بعد ابنتها ام كلثوم بنت عقبة، وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تزل في المدينة حتى ماتت في خلافة ابنها عثمان بن عفان رضوان الله عليه. قال ابن عباس رضي الله عنه: "اسلمت أم عثمان، وام طلحة، وام عمار بن ياسر، وام عبدالرحمن بن عوف، وام ابي بكر الصديق، والزبير، واسلم سعد وامه في الحياة". قال عبدالله بن حنظلة: "شهدنا ام عثمان بن عفان يوم ماتت فدفناها بالبقيع، فرجع وقد صلى الناس في المسجد، فصلى عثمان وحده وصليت الى جانبه، فسمعته وهو ساجد يقول: اللهم ارحم امي، او اللهم اغفر لأمي. وذلك في خلافته". * ام علي بن ابي طالب: هي فاطمة بنت اسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصى القرشية الهاشمية، وامها: فاطمة بنت هرم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤى. تزوجها ابو طالب بن عبد المطلب بن هاشم، فولدت له عليا وجعفرا وعقيلا وطالبا، وهو اسنهم، وام هانيء وجمانة وريطة بني ابو طالب. اسلمت فاطمة - ام الخليفة الراشد الرابع - لله رب العالمين، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يزورها ويقيّل - أي فترة القيلولة - في بيتها. قال الشعبي: ام علي، فاطمة بنت اسد، اسلمت وهاجرت الى المدينةالمنورة، على ساكنها الصلاة والسلام، وتوفيت بها. كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت اسد في قميصه، واضطجع في قبرها، وقال عليه الصلاة والسلام: انه لم يكن بعد ابي طالب ابر بي منها، انما البستها قميصي لتكسى من حلل الجنة، واضطجعت في قبرها ليهون عليها عذاب القبر. قال الزهري: هي اول هاشمية ولدت هاشميا، وهي ايضا اول هاشمية ولدت خليفة، ثم بعدها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولدت الحسن، ثم زبيدة زوج هارون الرشيد ولدت الامين، لا نعلم غيرهن. ثم ان هؤلاء الثلاثة لم تصف لهم الخلافة، فاما علي بن ابي طالب رضوان الله عليه فإنه كان من اضطراب الامور عليه الى ان قتل، واما الحسن والامين فخلعا.