عالم للايماء ليس إلا، حتى ولو لم تكن في حاجة إلى ذلك... والجانب الثاني في مهرجان الايماء الدولي الذي يجري حالياً في لندن، أنه يجمع عدداً كبيراً من الاتجاهات الفنية: الحركات التشكيلية إلى جانب السيرك، والايماء بالموسيقى إلى جانب التشخيص الصامت... فن يتوسع إلى تجارب صامتة، أو في ضجة شديدة، ويحاول الخروج من طوق الحركة التقليدية. لقد توارى الوجه المصبوغ باللون الأبيض كما عند مارسيل مارسو، ولم تعد الالتفاتات السحرية كما عند أثين ديكرو إلا وسيلة للربط بين مشاهد رمزية قصيرة. المسرح زحف على هذا النوع من التعبير. كما اختفت الحيوانات من السيرك. فرقة ديرمو قدمت "المنطقة الحمراء" وهي خليط من المسرح وألعاب السيرك. في حين اعتمدت بيبوليكوس في استعراض "أنا قهوة" على تشخيص مغامرة ساعي البريد في اتجاه سوريالي. وقدمت الفرقة الفرنسية اكرو ستيش مشاهد هي خليط من الألعاب البهلوانية على الرغم من ان وجه البهلوان ليكاد يختفي من المهرجان. هذه العروض تستفيد من تجارب بعضها ومن لقاءاتها في مهرجانات عالمية مثل أدنبرة. وقد أدى هذا إلى تشابه في الافكار وإن اختلفت الطرق والاساليب. فرقة رونالدو البلجيكية جمعت بين العاب السيرك ومشاهد من كوميديا دي لارثي، في حين تقدم الفرقة البريطانية "سكارلت" عرضها في غاليري شمال لندن في محاولة لإزالة الأبهة التي تحيط بزيارة معارض الفن. ويستمر المهرجان إلى الأحد المقبل خصوصا في "كوين اليزابيث هول".