المعلومات المتوافرة في العاصمة المصرية تشير إلى طلب ايران المشاركة في معرض القاهرة الدولي الثلاثين للكتاب المقرر في الفترة بين 5 و20 شباط فبراير المقبل، إلا ان ادارة المعرض تتجه الى رفض الطلب. ولئلا يفسر ذلك خطأ من الجانب الايراني ومنعاً للاحراج، سيعلن المسؤولون عن المعرض أن إيران لم تتقدم للمشاركة أو قدمت طلبها بعد انتهاء الوقت المحدد لذلك. ويبدو أن القائمين على المعرض ينتظرون تحسناً على صعيد العلاقات المصرية - الايرانية، وربما إعلان تبادل السفراء، ليجتاز الإيرانيون عتبات المعرض الذي يستضيف 79 دولة بينها العراق والسودان بعد طول غياب. جديد السودان في المعرض أنه سيستعين بناشرين من القطاع الخاص لعدم وجود ناشر حكومي في السودان الذي لم يشارك في المعرض منذ قيام نظام حكم البشير - الترابي عام 1989. ولعل تحسن الاجواء بين البلدين هو ما دفع السودان الى المعرض، أو أن المعرض يوفر اجواءً اكثر ملاءمة لتحسين العلاقات بين البلدين. العراق يشارك كدولة، وكناشر خاص، وذلك للمرة الاولى من نوعها منذ آب اغسطس 1990. اما على صعيد اسرائيل، فإن الاسباب المعلنة عن رفض طلبها يبتعد عن قضية رفض التطبيع مع المحتل، الا ان الرفض تركز على أمرين: الأول انها تكرر عدوانها على الدول العربية وتقف ضد الأماني العربية، وانها لم تحرص على احراز أي تقدم في مسيرة السلام. ومعروف ان اسرائيل تتقدم كل سنة في موعد مناسب بطلب للمشاركة، ولكنها لا تشارك، خصوصاً ان حضورها في معرض القاهرة الصناعي عام 85/1986 شهد عمليات عنف تبناها تنظيم "ثورة مصر" حينذاك. مفاجآت معرض الكتاب للعام الحالي كثيرة، فضلا عن ال 79 دولة المشاركة وال 2450 ناشراً وال 7.3 مليون كتاب، وهي ارقام قياسية تقارب ارقام معرض فرانكفورت الدولي، فإن شهادات ثلاثة من الشخصيات العامة ستكون في حال عدم الغائها قمم فعاليات المعرض الذي يقام على مساحة 120 ألف متر مربع. الاولى تخص عمر الشريف ومشواره الفني، والثانية للدكتور سيد طنطاوي شيخ الازهر، والثالثة للبابا شنودة بطريرك الاقباط. إلا أن محور الشهادات قد يلغى برمته في ظل تخوف ادارة المعرض من تحول شهادة طنطاوي الى محاكمة علنية بسبب لقائه مع حاخام اسرائيل الاكبر، خصوصاً ان مواقف البابا شنودة تمتاز بتصلبها حيال اسرائيل، ومعروف عنه رفضه تلك اللقاءات تماما. "الغائب الماضي" لقب ينطبق على ثلاثة: الشاعر الكبير المريض نزار قباني، والشاعرة العراقية المريضة نازك الملائكة، ومدينة الاقصر طيبة. الاول تقام له أمسية شعرية مبتكرة يلقي فيها كل من الشعراء سعدي يوسف عراقي وسميح القاسم فلسطيني ومحمد الفيتوري سوداني واحمد عبدالمعطي حجازي مصري قصيدة مهداة الى نزار الذي اعتذر عن عدم الحضور. وتردد ان السبب هو عدم اهتمام الصحافة المصرية بمرضه، أما نازك الملائكة فستلقى في نخب صحتها المعتلة قصائد من ابداعاتها بصوت كل من زليخة ابو ريشه الاردن ومليكه العاصمي المغرب وميسون صقر الامارات. ومعروف ان نازك الملائكة تعيش في القاهرة حيث تعالج. اما الاقصر، فبناءً على اقتراح الدكتور سمير سرحان رئيس هيئة الكتاب والمسؤول الاول عن المعرض تقرر استحضارها الى القاهرة، حيث سيقام جناح "طيبة" وسيلقي فيه الشعراء "الصعايدة" والكتاب والقصاصون إبداعاتهم، كما سيعرض تجار البازارات بضاعتهم التي كسدت بعد الحادث الارهابي الشنيع في باحة معبد حتشبسوت إلا أنها للعرض فقط.