أمضى الرئيس بيل كلينتون السبت الماضي يوماً طويلاً متعباً عندما قضى حوالى ست ساعات مدلياً بشهادة قانونية مصورة فيديو بشأن دعوى رفعتها بولا جونز - وهي امرأة من ولاية اركنساو - ضده بتهمة التحرش الجنسي بها عام 1991 عندما كان حاكماً للولاية المذكورة. ولم يدل الرئيس كلينتون بأي تصريحات قبل تقديمه الشهادة أو بعده تحت القسم، كما ان جونز فعلت الشيء نفسه، وذلك بناء على أمر من المحكمة التي تنظر في الدعوى في عاصمة الولاية ليتل روك. وأعلن البيت الأبيض في ما بدا انه محاولة لاعطاء الانطباع بأن كل شيء طبيعي، ان الرئيس كلينتون عاد الى مكتبه البيضاوي ليتابع شؤون الدولة، فاطلع على نتائج اجتماعات مساعديه حول الخطاب الذي سيلقيه الاسبوع المقبل أمام الكونغرس حول "حال الاتحاد" ولمتابعة الازمة المالية في آسيا. ويذكر ان تقديم الرئيس كلينتون شهادة تم في مكتب محاميه روبرت بنيت القريب من البيت الأبيض الذي حاصره الصحافيون والمصورون منذ ساعات الصباح الأولى، فالحدث فريد من نوعه والرئيس كلينتون هو أول رئيس اميركي يدلي بشهادة في دعوى مدنية خلال وجوده في منصبه. وادلى الرئيس الاميركي بشهادته القانونية في حضور المدعية بولا جونز التي ركزت انظارها عليه. وظهرت امام الصحافة بحلة جديدة اذ بدلت تسريحة شعرها واستعانت بصديقة لها لشراء ملابس مختلفة تنسجم مع موقعها الجديد اللافت لانظار الصحافيين وعدسات المصورين والكاميرات. وجاءت مبتسمة مع صديقتها سوزان كاربنتر ماكميلان في سيارة تاكسي وامتنعت عن التصريح في حين اكدت الصديقة انها ليست مضطربة. وبعد الشهادة توجهت جونز مع اصدقائها وفريق المحامين الى أحد المطاعم حيث قدمت لهم اقداح الشامبانيا. وطرح رئيس المحامين لجونز واسمه دونوفان كامبل الاسئلة على الرئيس كلينتون، وتردد ان قسماً كبيراً منها تناول حياة الرئيس الجنسية بعدما امضى فريق من المحامين حوالى ستة اشهر يسبرون غور حياة الرئيس العاطفية. والجدير بالذكر ان جونز كانت طالبت في الماضي، اي بعد رفع الدعوى عام 1994، باعتذار من الرئيس وتعويض مقداره 700 ألف دولار. لكن هذه المطالب تعدلت لتشمل ملايين عدة من الدولارات مع بقاء طلب الاعتذار. والمعروف ان محامي الرئيس بينيت كان ابدى استعداداً في الماضي للتوصل الى اتفاق حبي يسقط الدعوى مقابل مبلغ من المال. وجرت مفاوضات بهذا الشأن لكنها فشلت لرفض الرئيس تقديم الاعتذار المطلوب. وفي مقابلات صحافية متعددة اكد احد محامي جونز، واسمه ديفيد بايك، ان أمر المحكمة بعدم الكلام شامل ويمنع حتى ابداء المشاعر حول ما حدث. واعتبر صديق الرئيس كلينتون ومستشاره السابق جيمس كارفيل ان القضية يمكن ان تتلخص بمسألة واحدة هي المال. وكانت مجلة "تايم" نشرت امس ان الرئيس كلينتون كان مرتاحاً جداً للشهادة. في حين ذكر محام آخر لجونز واسمه جيم فيشر ان فريق الادعاء القانوني يجري تحقيقات حول حياة الرئيس كلينتون الخاصة لمعرفة ما اذا كان هناك من نمط معين يمكن استغلاله ضد الرئيس في المحاكمة التي ستبدأ في ايار مايو المقبل.