قطع العاهل الأردني الملك حسين أمس استراحته في منتجع العقبة على البحر الأحمرجنوب المملكة وعاد إلى عمان للاشراف على تداعيات حادثة قتل القائم بأعمال السفارة العراقية في عمان وزوجته وأربعة عراقيين ومواطنين مصريين في هجوم مسلح ليل السبت - الأحد. ومنعت السلطات الأردنية، صباح أمس، أربعة ديبلوماسيين عراقيين من عبور الحدود البرية بسيارة ديبلوماسية في طريقهم إلى بغداد، فيما فرضت قوات الأمن حظراً تاماً على سفر العراقيين براً وبحراً وجواً. وقالت مصادر أردنية مطلعة ل "الحياة" إن القائم بأعمال السفارة حكمت الهجو وزوجته كانا "يسهران" في منزل السفير العراقي نوري الويس قبل أقل من ساعتين من مقتلهما والآخرين في منزل رجل الأعمال العراقي سامي جورج توما على بعد نحو ثلاثة كيلومترات من منزل السفير. والتقى الويس رئيس الوزراء الدكتور عبدالسلام المجالي في الثامنة والربع من صباح أمس في مبنى رئاسة الوزراء وطلب الحصول على معلومات عن ظروف وملابسات الحادث. وقالت المصادر المطلعة إن السفير العراقي كان "هادئاً وطبيعياً". وأضافت المصادر ان رجل الأعمال العراقي المعروف نظمي اوجي المقيم في لندن حضر إلى عمان مساء أمس بعد تلقيه نبأ مقتل شقيقه رجل الأعمال نمير اوجي الذي كان من بين ضحايا الاعتداء. وقالت المصادر ان الجهات الأمنية أبلغت المجالي بالحادثة في الثالثة من فجر أمس. وتضاربت المعلومات أمس عن الحال الصحية وخطورة الاصابات التي تعرضت لها سيدة "من أصل يوناني" خرجت من الاعتداء بجروح وتم نقلها الى المستشفى. ويذكر أن السيدة التي لم يكشف عن هويتها أو عن علاقتها بصاحب المنزل سامي جورج توما، هي الوحيدة التي نجت من "المذبحة" التي أعادت الى الاذهان حادثة تصفية عائلة عراقية بأكملها في عمان قبل ثلاث سنوات. المهاجمون انتظروا الضيوف وذكرت المصادر المطلعة ان المهاجمين اقتحموا المنزل حين لم يكن في داخله سوى سامي جورج توما والسيدة اليونانية الأصل ومزين شعر عراقي ومواطن عراقي آخر مجهول الهوية. وأقدم المهاجمون على توثيقهم وتكميمهم جميعاً بانتظار وصول القائم بأعمال السفارة وزوجته ومن ثم نمير اوجي. ولدى وصول الهجو بالسيارة اقتيد وزوجته الى داخل المنزل حيث تم ضربهم وتوثيقهم وتكميمهم بالطريقة نفسها. وبعدما وصل نمير اوجي اقتيد بدوره الى داخل المنزل حيث طلب منه المهاجمون دفع مبالغ محددة من الاموال، وأكد أوجي انه لا يملكها وانه اضطر حديثاً الى الاقتراض من احد البنوك. واقدم المهاجمون، بعد فشل محاولاتهم لاقناع أوجي بدفع المبالغ التي طالبوه بها، على توثيقه وتكميمه، ثم بدأت عملية ذبح كل الضحايا واحداً تلو الآخر. وتعرض بعض الضحايا للضرب قبل ان يذبحوا على ايدي المجموعة التي غادرت المنزل بعدما كتبت عبارات على أحد جدران المنزل لم يكشف عن مضمونها. وكانت السلطات العراقية اعدمت نظير أوجي، شقيق نظمي ونمير أوجي، بعدما تلكأ في دفع مبالغ طالبته بها الحكومة العراقية قبل سنوات. ولا يعرف اذا كانت هناك علاقة بين الحادثتين. وتأتي حادثة تصفية القائم باعمال السفارة العراقية في عمان ومن معه لتثير تساؤلات حول ما اذا كانت العاصمة الأردنية ستتحول الى ساحة لتصفيه الحسابات السياسية والشخصية بين مراكز القوى العراقية. اذ جاءت الحادثة - المذبحة - بعد اسبوعين من محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها المستشار التجاري في السفارة العراقية في عمان رحيم طاهر، والكشف عن ضلوع أحد ابنائه ووالدة زوجته في التخطيط للمحاولة على خلفية خلافات مالية عائلية ونزاعات شخصية. استياء اردني وأعربت مصادر أردنية رسمية عن استيائها الشديد ازاء توجه جهات عراقية الى تصفية حساباتها مع اطراف عراقية اخرى على الأراضي الأردنية بسبب نزاعات مالية ترتبط بادارة اموال للحكومة العراقية في الخارج. وقالت المصادر ان السلطات الأردنية "اتخذت اقصى ما يمكن اتخاذه من الاجراءات الامنية" للقبض على منفذي الاعتداء وتقديمهم للمحاكمة بأسرع وقت ممكن. وقالت المصادر انها تتعامل مع الاعتداء كمسألة أمنية ولا تعتبره "قضية سياسية" كما اعتبرتها الحكومة العراقية، مشيرة الى ان المعلومات المتوافرة تشير الى ان منفذي المذبحة هم من العراقيين. وكان مجهولون اقدموا على تصفية عائلة عراقية بأكملها في عمان قبل ثلاث سنوات بالطريقة نفسها التي تمت بها تصفية الديبلوماسي العراقي ورجال الاعمال العراقيين ليل أول من امس، وعلى خلفية نزاعات مالية.