واشنطن - رويترز - قال علماء أميركيون اول من أمس الثلاثاء انهم تمكنوا من إطالة عمر الخلايا بتعديل صفاتها الوراثية، ما يتيح "ينبوع حياة" للخلايا المصابة بالشيخوخة. ويقدم الكشف الذي نشرته صحيفة "ساينس" أملاً باستخدام وسائل جديدة في علاج أمراض مثل السرطان. وقال الدكتور وودرينج رايت استاذ بيولوجيا الخلايا في جامعة تكساس في دالاس "يثير البحث امكانية اخذ خلايا المريض وتجديدها ثم تعديلها واعادتها للمريض لعلاج امراض وراثية وغيرها". وفي تصريح لليونارد هايفليك استاذ التشريح في جامعة كالىفورنيا في سان فرانسيسكو ومكتشف اصابة خلايا الانسان بالشيخوخة: "انه تقدم هائل في فهم مورثات الاصابة بالشيخوخة الخلوية". وأثار الاعلان عن التقنية الجديدة ارتفاعاً في أسهم مجموعة جيرون كورب للتكنولوجيا البيولوجية ومقرها كالىفورنيا أربع نقاط في مؤشر ناسداك للاوراق المالىة. قال كالفين هارلي المسؤول العلمي البارز في جيرون "نعتقد ان اطالة عمر الخلية، بل ربما عدم موتها، سيكون له تطبيقات طبية مهمة في المستقبل لعلاج أمراض الشيخوخة". واستخدم رايت وزملاؤه في المركز الطبي في الجامعة والذي عمل لدى جيرون انزيما اسمه تلوميريس يتم انتاجه بتلقيح خلية في عملية تشبه البيضة والحيوانات المنوية ويؤثر في الكروموزومات التي تحمل الجينات. وفي كل مرة تنقسم فيها الخلية تفقد جزءاً منه على طرفي الكروموزوم. واكتشف رايت وفريقه أسلوباً لاعادة هذا الانزيم الى الخلية. وقال: "في كل مرة تنقسم فيها الخلية يزداد قصر التلوميريس الخاص بها"، ما يؤدي الى شيخوختها. والآن يمكن وقف عملية الشيخوخة على مستوى الخلايا على الاقل. لكن رايت قال: "بكل تأكيد أستطيع القول ان هذه العملية لا تجعلك تعيش الى الأبد. ولكنها تطيل عمرك". وقال ان العملية الطبيعية التي تموت فيها الخلايا جزء من مكونات الشيخوخة: "انه مثل تزويد سيارتك بمحرك جديد بعد سيرها مسافة 80 الف ميل. هذا لا يجعل سيارتك خالدة ولكنه يطيل عمرها. في النهاية سيبلى جهاز نقل الحركة أو الفرامل أو أجزاء أخرى". لكن الاكتشاف الجديد يمكن أن يساعد في اطالة عمر الخلايا وتأخير الاصابة بالشيخوخة: "نأمل بمرور الوقت ان يكون لهذا الاكتشاف تأثير على الحالة الصحية العامة ومدة البقاء على قيد الحياة". واستخدم رايت وزملاؤه خلايا جلدية ومن الشبكية والشرايين، استطاعت جميعها استعادة انتاج التلوميريس والانقسام من دون ان تموت او تتحول الى خلايا سرطانية.