تسعى وزارة السياحة المصرية الى تجاوز التأثيرات السلبية التي تركها حادث الأقصر الذي أودى بحياة نحو 60 سائحاً اجنبياً وانعاش الحركة السياحية في مصر مجدداً. وأكد وكيل وزارة السياحة المصرية أحمد الهراسي ان برامج شركات السياحة العالمية والعربية الى مصر بدأت تعود الى طبيعتها وقال ان حركة السياحة من الدول العربية الى مصر لم تتأثر بحادث الأقصر وان التحرك المصري على الصعيد العالمي بدأ يعطي نتائج مثمرة متوقعاً عودة السياحة العالمية الى مصر الى طبيعتها في وقت قريب. وتوقع في مقابلة مع "الحياة" في أبو ظبي ان يكون عدد السياح الذين زاروا مصر بنهاية العام الماضي زهاء 1.4 مليون سائح. واضاف وكيل وزارة السياحة المصرية الذي زار الامارات ضمن الوفد المصري الى معرض المنتجات المصرية الذي أقيم اخيراً في أبو ظبي ان عدد السياح الذين وفدوا الى مصر وصل عام 1996 الى أربعة ملايين سائح مقابل 1.3 مليون سائح عام 1995 كما ارتفع عدد الليالي السياحية في العام الماضي الى 24 مليون ليلة مقابل 20 مليون ليلة عام 1995. وقال الهراسي ان دخل السياحة المصرية عام 1996 ناهز أربعة بلايين دولار مؤكداً ان الاستثمارات الاجنبية والعربية منها خصوصاً في قطاع السياحة المصرية تشهد ارتفاعاً مستمراً. ولفت الى ان الاستثمارات الاماراتية في قطاع السياحة المصرية ارتفعت في السنوات الاخيرة وتركزت في شكل خاص في فنادق القاهرة والقطاعات السياحية المختلفة في الاقصر وأسوان والغردقة. وأكد وكيل وزارة السياحة المصرية ان مصر ستواصل جهودها في التعريف بالاجراءات التي اتخذت بعد حادث الأقصر لضمان الأمن ومستلزمات الراحة والطمأنينة للسياح العرب والاجانب، وذلك من خلال حضورها في جميع المعارض السياحية العالمية. وقال انه تم تشكيل لجنة برئاسة رئيس الوزراء المصري كمال الجنزوري لوضع خطط كفيلة بتأمين سلامة السياح في جميع الاماكن والمقاصد السياحية في مصر، وتم عرض هذه الخطط على سفراء الدول الاجنبية في القاهرة. وأضاف ان زيارة وزير السياحة المصري ممدوح البلتاجي لكل من بريطانيا وفرنسا والمانيا اسهمت في توضيح صورة مصر وعناصر الأمن والاستقرار فيها. وأعلن الهراسي ان عام 1998 سيكون "عام السياحة العربية في مصر" وقال ان الحكومة المصرية اتخذت اجراءات هامة لتحقيق هذا الهدف تشمل منح تخفيض على الطيران الداخلي في مصر بنسبة 50 في المئة واعفاء الطيران من رسوم الهبوط والايواء ومنح خصومات بنسبة 75 في المئة على البواخر السياحية و50 في المئة على بواخر نقل الركاب. كما تشمل هذه الاجراءات تنظيم مجموعة من الرحلات التعريفية لمندوبي وسائل الاعلام المختلفة في الدول العربية وقيادات العمل في المجال السياحي الى مختلف المواقع السياحية في مصر. وقال ان بعض الدول العربية اتخذ مبادرات لدعم السياحة في مصر، كان ابرزها زيارة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات لمصر في أعقاب حادث الأقصر مباشرة، وتنظيم مسيرات سياحية من لبنان الى مصر، اضافة الى عرض محطات التلفزة برامج وأفلام عن السياحة في مصر للتعريف بالانشطة والمقاصد السياحية المختلفة فيها. وأكد وكيل وزارة السياحة المصرية ان الوزارة وضعت خطة لتنشيط السياحة الداخلية في مصر ايضاً للتغلب على انعكاسات أزمة الأقصر. وقال ان الخطة التي جاءت بمبادرة من وزير السياحة المصري تتضمن منح تخفيضات على الاقامة في الفنادق بنسبة 50 في المئة والتنسيق مع وزارتي التعليم العالي والتربية لترتيب زيارات للطلاب لمختلف المواقع السياحية بأسعار مناسبة، والاتفاق مع شركات السياحة المصرية لتنظيم رحلات داخلية بأسعار تسمح للمواطنين المصريين بالمشاركة فيها مع اعطاء تخفيضات على رسوم الدخول الى المتاحف والأماكن الاثرية والسياحية.