كشفت مصادر شركة الاسمدة الكيماوية الاسبانية "فيرتايبريا" التي تعتبر رائدة في مجال صناعات الاسمدة في اسبانيا انها وقعت اتفاقاً مع شركة البترول "سوناطراك" الجزائرية الحكومية لانشاء عدد من مشاريع الاسمدة الكيماوية في الجزائر تقدر استثماراتها بمبلغ 500 مليون دولار. وأشارت هذه المصادر الى ان خوان ميغيل بيار مير وقع هذا الاتفاق في الجزائر في 30 كانون الأول ديسمبر الماضي على رغم الأوضاع المأسوية التي تعيشها البلاد. ويشمل الاتفاق بين الشركتين الاسبانية والجزائرية انشاء شركة مشتركة مع "سوناطراك" لاقامة مجمع لتصنيع النشادر والمواد الأساسية اللازمة لصناعات الفوسفات، بطاقة انتاجية 500 ألف طن سنوياً، اضافة الى تولي الشركة الاسبانية عملية تحديث المصانع الأخرى التابعة لپ"سوناطراك" في الجزائر. وذكرت المصادر انه بموجب هذا الاتفاق تتحمل الشركة الاسبانية 60 في المئة من حجم هذه الاستثمارات نحو 300 مليون دولار، فيما يتحمل الجانب الجزائري بقية الاستثمارات المطلوبة، على ان تبدأ الدراسات الأولية خلال كانون الثاني يناير الجاري لتحديد مواعيد البدء والانتهاء من تنفيذ كل البنود التي تم التوصل اليها. وتهدف الشركة الاسبانية من هذا الاتفاق الى الحصول على حاجاتها من النشادر الذي تستخدمه في مصانعها، مما يؤدي الى خفض كلفة الانتاج نظراً الى ان انتاج هذه المادة في الجزائر منخفض التكاليف لتوافر الغاز الطبيعي الذي يعتبر من أهم لوازم انتاجه. إلا ان المراقبين اشاروا الى ان المشكلة الرئيسية التي تواجه الشركة الاسبانية للبدء في التنفيذ الفوري لهذا الاتفاق ناجمة عن الأوضاع السائدة حالياً في الجزائر والتي تجعل انتقال العاملين في الشركة الى الجزائر مخاطرة يجب اقناعهم بقبولها. ويذكر ان "فيرتايبريا" من أكبر شركات الاسمدة الكيماوية في اسبانيا واحدى أهم الشركات في هذا المجال في أوروبا. ويقدر حجم انتاجها سنوياً بمبلغ 100 مليون دولار. وتعد ايضاً من أكبر الشركات المستهلكة للغاز الطبيعي الذي يعتبر أساسياً في انتاج الاسمدة الكيماوية.