أعادت وزارة البيئة والمياه والزراعة أمس (الإثنين)، الحديث حول وجود بحيرات عذبة وآثار طين وحجارة من قاع النهر في المملكة ترجع إلى 160 ألف عام، مستندة إلى دراسات عالمية وصفتها ب «الموثقة»، بحسب المدير العام للتنوع الاحيائي ومكافحة التحصر في الوزارة طارق العباسي. وهو ما يثير آمالاً لدى السعوديين بأن أرضهم التي تتسم بالتصحر كانت في يوم من الأيام على الأقل ذات أنهار وتحوي بحيرات عذبة. كلام العباسي يعيد إلى ذاكرة سعوديين ما قاله العالم المصري البارز الدكتور فاروق الباز، المتخصص في شؤون الصحراء العربية، والذي أكد وجود نهر كبير في شبه الجزيرة العربية، وبالتحديد بين المملكة العربية السعودية والكويت، وشرح بشكل مفصل أهمية الاكتشافات الجديدة المتعلقة بهذا النهر. وأشار الباز في حوار نشرته الزميلة «الوسط» قبل سنوات، الى التقاط أحد الأقمار الاصطناعية صوراً تؤكد وجود نهر جاف يمتد بطول 850 كيلومتراً وعرض خمسة كيلومترات عبر شبه الجزيرة العربية ابتداءً من جبال شمّر جنوب شرقي الحجاز الى الكويت. وقال حينها إنه «مسار نهر قديم، كانت تسري فيه المياه في قديم الزمن، ولكنه الآن جاف». ان معنى وجود وديان جافة علمياً هو ان بعض المياه التي كونت المسار في قديم الزمن تسربت في الصخور تحت المجرى، خصوصاً في المسامية الموجودة في الشقوق وما زالت قابعة على شكل مياه جوفية يمكن درس افضل اماكن تركيزها للكشف عنها واستخراجها للاستفادة منها، تماماً كما يحصل في الكشف عن النفط. إلا أن جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران قللت يومها من أهمية كلام الباز، وقالت في بيان أصدرته إن «النهر الذي يدعي الدكتور الباز اكتشافه ما هو الا وادي الرمة، وادي الباطن الذي تحدث عنه عدد كبير من المهتمين بجغرافية وجيولوجية المنطقة بدءاً بهونديوس في العام 1606، مروراً بهولم 1960، وانتهاء ببحوث جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الأعوام 1978، و1984، و1990، ومنها ما نشرته الجامعة في مجلدين عن العصر الرباعي في المملكة العربية السعودية».