طهران، واشنطن، باريس – «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب – اعتبرت الولاياتالمتحدة أمس، ان إيران تشهد «بداية تغيير» بسبب الاحتجاجات على نتائج الانتخابات الرئاسية، فيما واصلت دول أوروبية استدعاء السفراء الإيرانيين المعتمدين لديها، وإبلاغهم احتجاجها على أعمال العنف في طهران. وقال الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس لشبكة «أن بي سي»: «أعتقد انهم حققوا شيئاً. لفتوا النظر لما يحدث في إيران. نحن نشهد بداية التغيير في إيران». لكنه حذر من ان الرئيس الأميركي باراك أوباما لن يدعم نداءات لتنظيم إضراب عام، أو يتدخل في شكل أو آخر في تحركات محددة داخل إيران. وأشار الى أن اوباما «تأثر بما شاهدناه على شاشات التلفزيون، لا سيما صور النساء الإيرانيات اللواتي اندفعن للدفاع عن حقوقهن ولرفع الصوت وإسماعه». وجدد التأكيد ان اقتراح اوباما محاورة إيران لا يزال قائماً. وقال ان «مصالحنا الأمنية على المدى الطويل، سواء ما يتعلق بدعم الإرهاب أو جهود (إيران) لامتلاك السلاح النووي، لم تتغير. لكن لا نركز على ذلك في الوقت الراهن». وأعلن الناطق باسم الخارجية الأميركية ايان كيلي ان الولاياتالمتحدة متمسكة بدعوتها ديبلوماسيين إيرانيين الى حضور احتفالات العيد الوطني الأميركي في الرابع من تموز (يوليو) المقبل، للمرة الأولى منذ 30 سنة. وقال: «اتخذنا القرار الاستراتيجي بفتح حوار مع إيران حول عدد من الجبهات. حاولنا العزل لسنوات طويلة، ونحاول الآن طريقاً جديدة». وللمرة الثانية خلال 15 يوماً، استدعت فرنسا السفير الايراني في باريس لتعرب له عن «القلق البالغ ازاء تطور الأحداث في إيران»، كما قال فرديريك ديزانيو مساعد الناطق باسم الخارجية الفرنسية الذي أوضح ان مدير الوزارة لشؤون شمال أفريقيا والشرق الأوسط «طلب مجدداً من السفير أن يتم تسليط الضوء على صدقية الاقتراع الرئاسي»، كما «ذكّر بتنديدنا بالقمع الوحشي للتظاهرات التي سقط فيها العديد من الضحايا». وأضاف ان باريس أبدت «رفضها الاتهامات (الإيرانية للدول الأوروبية) بالتدخل» في شؤونها. كما أعلنت وزارتا الخارجية في السويد والدنمارك انهما استدعتا السفير الإيراني لديهما، لإبلاغه عن «مخاوف جدية» حول تطورات الوضع. في روما، قال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني إن عليه أن «يعتبر أن إيران رفضت الدعوة» لحضور الاجتماع الوزاري لمجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى في تريستي الذي يبدأ غداً، في ضوء عدم تلقي أي رد منها. في الوقت ذاته، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر في الخارجية الإيرانية نفيه استدعاء السفير الإيراني في لندن، للتشاور معه. وكانت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية نقلت عن محمد احمدي بقاش العضو في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) قوله إن اتفاقاً تم خلال اجتماع مع وزير الخارجية منوشهر متقي «على استدعاء السفير الإيراني للتشاور». واجتمع متقي مع اللجنة لليوم الثاني على التوالي، لدرس الخطوات التي يمكن اتخاذها حيال بعض الدول الأوروبية وتحديداً بريطانيا، ل «تدخلها في الشؤون الداخلية الإيرانية». وأفادت وكالة أنباء «فارس» بأن اتحادات طالبية إيرانية ألغت تظاهرة كانت دعت إليها أمام السفارة البريطانية في طهران أمس، بعدما أعلنت السلطات انها غير مرخص لها. الى ذلك، أكد مدير الإعلام الخارجي في وزارة الإرشاد الإيرانية محسن مقدس زادة القبض على إياسون أتاناسياديس مراسل صحيفة «واشنطن تايمز» في طهران، لكنه نفى علمه ب «جريمته». وشدد على ضرورة ان يبقى عمل المراسلين الأجانب في إطار القانون وفي إطار العمل الصحافي. في نيويورك، أبدى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «صدمته من أعمال العنف التي تلت الانتخابات» في إيران، معرباً عن «الأمل بأن تُحترم الإرادة الديموقراطية للشعب الإيراني كلياً». ودعا في بيان «الحكومة والمعارضة الى حل خلافاتهم سلمياً، عن طريق الحوار».