بعيداً عن ضجيج الطالبات، وصراخ المعلمات في أول يوم دراسي من العام الحالي، تدور الطفلة فاطمة (12 عاماً) في أحد شوارع الرياض، تتسوّل من المارة مبلغاً لا يتجاوز الريالات الخمسة، لتصرف به على أشقائها الذين يصغرونها في العمر. فاطمة تبدو مجبرة على الذهاب للشوارع، وترك مقاعد الدراسة، إذ أجبرها ذووها على التردد على المارة لتأمين لقمة العيش لها وعائلتها، إذ ترافقها والدتها في مهنتها الصعبة عليها، لكنها تقف بعيدة عنها، وتراقبها في طرف الشارع. وقالت فاطمة ل«الحياة»: «لا أستطيع التحدث معك خوفا ًكثيراً من والدتي التي حذرتني من التحدث مع أي شخص، لكن بدأت معاناتي بعد وفاة والدي، ومصدر رزقنا الوحيد هو التسوّل، خصوصاً أن لدي ثلاثة من الأشقاء أصغر مني». من جانبه، حذر الاختصاصي الاجتماعي وليد عسيري من ظاهرة تسول الأطفال، وقال: «هناك عدد من الدول لا تسير على النهج الصحيح في حل مشكلة التسول للأطفال، لأن مستقبلهم محفوف بالمخاطر، التي يعاني منها الأطفال، وتكون قنبلة موقوتة بسبب الحالات النفسية التي قد يتعرضون لها». وشدد على أهمية تنسيق الجهات ذات الاختصاص في المملكة للحد من هذه الظاهرة وعدم استغلال الأطفال، وفرض عقوبة صارمة لمن يتسول في الشوارع وفي يديه أطفال، ونشر الوعي بين المواطنين، وعدم إعطاء أي متسول والاكتفاء بتوجيههم إلى المؤسسات والجمعيات التي تقدم المساعدة للفقراء.