ينتهي الاسبوع اللبناني بسخونة سياسية على علاقة بالاستحقاق الانتخابي المقبل، بعدما بدأ بحدث امني كان اكثر سخونة تمثل باغتيال نائب ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان اللواء كمال مدحت ورفاقه، فيما برزت من جانب «حزب الله» إشارتان لافتتان تمثلت الاولى في تأكيد رئيس كتلته النيابية محمد رعد اعطاء الحزب فرصة لحل ديبلوماسي لمسألة الاراضي اللبنانية التي لا تزال محتلة، وفي الاعلان عن توجه احد نوابه الى لندن اليوم تلبية لدعوة من عدد من نظرائه البريطانيين. وتختبر قوى 8 و14 آذار اليوم «اكثريتهما» في معركتين انتخابيتين يتوقع ان تكونا حاميتين: انتخاب خمسة اعضاء في مجلس نقابة المهندسين في بيروت، بعد اعلان فوز اربعة اعضاء بالتزكية امس لمجلس نقابة مهندسي الشمال وهم من قوى 14 آذار، والاختبار الثاني هو انتخابات نقابة الممرضين والممرضات التي ستجرى في بيت الطبيب، ويحشد الجانبان لرفع نسب التصويت بسبب المنافسة الشديدة بينهما. ويعلن حزب «الطاشناق» اليوم اسماء مرشحي «كتلة نواب الارمن»، في وقت كشف عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النيابي آغوب بقرادونيان عن ان الحزب «طلب من رئيس التكتل ميشال عون ترك المقعد الارثوذكسي الثاني في المتن شاغراً للنائب السابق لرئيس مجلس الوزراء النائب ميشال المر»، وتأكيده ان الحزب «لن يصوت لمرشح عون لهذا المقعد». وشدد في الوقت نفسه على ان الحزب «لا يتخلى عن حلفائه»، وكشف ان «باب التواصل مع رئيس كتلة المستقبل النيابية سعد الحريري لا يزال مفتوحاً وإعلان الموقف النهائي ينتظر عودته من الخارج، كما ان التواصل مستمر مع حزب الكتائب لكن الوقت يدهمنا». (راجع ص 7) وتوجه امس كل من الرئيس السابق للجمهورية امين الجميل ورئيس الهيئة التنفيذية ل «القوات اللبنانية» سمير جعجع الى زحلة للمشاركة في إحياء ذكرى شهداء المدينة، وأجرى الجانبان لقاءات سياسية حاشدة بدت انها تصب في خانة الاستقطاب للانتخابات النيابية المقبلة، خصوصاً ان المدينة قد تشهد معركة غير محسومة النتائج. ومن المتوقع ان يعلن «حزب الله» الاسبوع المقبل، بحسب احد نوابه حسن فضل الله، اسماء مرشحيه الذين «سيخوض بهم الانتخابات وتحديد رؤيته السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي ستشكل برنامج عمله للسنوات الاربع المقبلة». وكان رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد شدد امس، في مناسبة حزبية، على ان الحزب متمسك ب «الديموقراطية التوافقية والحفاظ على العيش المشترك والميثاق الوطني والسلم الاهلي، ونحن لا نريد اي تعديل في اتفاق الطائف بل نريد تطبيقه، بدءاً من اول بند فيه الى آخر بند». وأعلن رعد، وللمرة الاولى، ان الحزب سيعطي «فرصة للديبلوماسية من اجل ان نستعيد بقية ارضنا التي لا تزال تحت الاحتلال، القسم اللبناني من قرية الغجر وصولاً الى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا»، لكنه اكد في الوقت نفسه ان «المراهنات على الديبلوماسية وعلى الصداقات الدولية لن تخدعنا لأننا نؤمن بأن هذا العرض لا توجد فيه صداقات، توجد فيه مصالح عندما تكون مصلحة لأوروبا او للولايات المتحدة ان تنسحب اسرائيل من مزارع شبعا ستنسحب اسرائيل من مزارع شبعا، وعند ذلك المقاومة يجب ان تتصرف وفق المصلحة الوطنية اللبنانية. أما ان تجامل الآخرين الذين لا يرون في هذا العالم الا مصالحهم على حساب مصالحنا الوطنية، فهذا أمر لا نفعله على الاطلاق». وتنفيذاً للانفتاح البريطاني على «حزب الله»، اعلن الحزب امس، ان احد نوابه حسين الحاج حسن سيتوجه اليوم الى لندن «تلبية لدعوة عدد من النواب البريطانيين، للمشاركة في ندوة سياسية برلمانية حول قضايا المنطقة».