طهران - أ ب، رويترز، أ ف ب - فرقت شرطة مكافحة الشغب في إيران بالقوة أمس، تظاهرة لأنصار مير حسين موسوي المرشح الإصلاحي الخاسر في الانتخابات الرئاسية، فيما حمّل القضاء الإيراني «مخربين مجهولين» مسؤولية اطلاق النار على محتجين السبت الماضي وقتلهم. وتظاهر حوالى ألف شخص في ساحة هفت تير وسط طهران، متحدين قرار السلطات حظر التظاهر، لكن شرطة مكافحة الشغب اطلقت النار في الهواء كما استخدمت الغاز المسيل للدموع، لتفريقهم. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن شاهد ان «ما بين 50 الى 60 شخصاً اعتقلوا». وأضاف ان القوى الأمنية عمدت الى «وضع علامات» من الطلاء على السيارات التي كانت تمر في المكان وتطلق العنان لأبواقها دعماً للمتظاهرين، كي يتسنى للشرطة اعتقال سائقيها لاحقاً. وكان المتظاهرون تناقلوا عبر موقع «تويتر» دعوة الى التجمع في هذه الساحة، إحياءً لذكرى ندا، الشابة التي قتلت في تظاهرة السبت برصاصة في صدرها بحسب ما ظهر في شريط فيديو بُثّ عبر الإنترنت. وحض الموقع المواطنين على حمل شموع سوداء بأشرطة خضراء، وسائقي السيارات على إضاءة أنوارها لساعتين بدءاً من الخامسة مساءً، «لاظهار تضامنهم مع عائلات الشهداء الذين قضوا في الأحداث الأخيرة». وكانت الإذاعة الرسمية أفادت بأن العاصمة نعمت بالهدوء ليل الاحد - الاثنين، للمرة الأولى منذ إجراء الانتخابات الرئاسية في 12 الشهر الجاري. في غضون ذلك، نقلت شبكة «برس تي في» الرسمية عن مكتب المدعي العام في طهران قوله إن «عدداً من مواطني طهران قتلوا برصاص مخربين مجهولين مساء السبت». وأفادت القناة باعتقال مسلح شارك في أعمال العنف. وكان التلفزيون الرسمي اعلن مقتل عشرة اشخاص وجرح اكثر من مئة في تلك التظاهرات، فيما اشارت «برس تي في» الى مقتل 13 شخصاً. وبث التلفزيون الرسمي نداءً حضت فيه الشرطة «المواطنين على تقديم كل المعلومات والصور التي في حوزتهم للشرطة، لاعتقال المشاغبين» الذين يشاركون في التظاهرات، بهدف التعرف على هوياتهم. وعرض التلفزيون ارقام هاتف جهاز الطوارئ في الشرطة وثلاثة ارقام خاصة وعناوين الكترونية. وأعلنت الشرطة ان «بعض المشاغبين» اعتقلوا «بمساعدة مواطنين». كما أنشأت وكالة «فارس» للأنباء قسماً خاصاً اطلقت عليه اسم «بلّغوا عن المشاغبين». وعرضت صفحة الموقع صور 15 شخصاً يبدو انها التقطت خلال التظاهرات وأحيطت بدوائر حمراء وكتب الى جانب كل صورة: «المشاغبون في اضطرابات طهران الاخيرة». وأعلنت الشرطة الإيرانية أن 457 شخصاً اعتُقلوا خلال تظاهرات السبت الماضي، موضحة أن 40 من عناصرها جُرحوا كما تضرر 34 مبنى حكومياً. في الوقت ذاته، افادت «فارس» بأن اعضاء اربعة اتحادات طالبية أحدها تابع لمتطوعي «الحرس الثوري» (الباسيج)، قرروا التظاهر امام السفارة البريطانية في طهران اليوم، مستهدفين «حكومة بريطانيا المنحرفة لتدخلها في الشؤون الداخلية الايرانية، ودورها في الاضطرابات في طهران ودعمها اعمال الشغب». ومن بين هذه الاتحادات، المجلس الوطني للمنظمات الاسلامية للطلبة المستقلين، القريب من التيار المحافظ المتشدد. وحذر العضو في هيئته الإدارية علي كازريان من انه «اذا استمرت بريطانيا في تدخلاتها وانحرافها، فسيغلق الطلاب الايرانيون وكر الجواسيس البريطاني في طهران، كما فعلوا بوكر الجواسيس الاميركي»، في اشارة الى السفارة الاميركية التي احتلها طلاب عام 1979 ثم أغلقت عام 1980.