استنفر عشرات المزارعين في واحة الأحساء، جهودهم استعداداً لانطلاق موسم «تذرية» محصول البرسيم، أي فصل البذور عن النبات، ففيما يُقدم الأخير علفاً للحيوانات، تباع البذور، ويتراوح سعر الكيلو منه بين مئة إلى 120 ريالاً. وبدأت إدارة المحاصيل الزراعية في هيئة الري والصرف، أعمال «تذرية» محصول البرسيم المحلي «الحساوي»، التي تقدمها الهيئة مجاناً خدمة للمزارعين، وتشجيعاً لهم على الاستمرار في إنتاج هذا النوع من النباتات. واعتبر المدير العام للهيئة المهندس أحمد الجغيمان، عملية ال«تذرية» «دخلاً إضافياً للمزارعين، سواءً أثناء بيع البذور في الموسم، أو حين استزراعها لإنتاج هذا النوع من الأعلاف، التي تتميز بمناسبتها لظروف المنطقة المناخية، لناحية تحمل ملوحة التربة ومياه الري، واستمرارية الإنتاج لمواسم متعددة، تصل إلى خمس سنوات». وتبلغ طاقة الهيئة في موسم ال«تذرية» إلى نحو 50 طناً سنوياً، وتفوق قيمة ما يتم تذريته نحو 50 مليون ريال. ويستفيد منها عشرات المزارعين في المحافظة. كما تقوم الهيئة أيضاً، من خلال إدارة الإرشاد، بنقل معدات ال«تذرية» إلى المزارع ذات الإنتاج الكبير، داخل نطاق خدمات الهيئة، لعمل ال«تذرية» في المزارع، بهدف تسهيل المهمة على أصحابها، من نقل كميات البرسيم إلى مقر ال«تذرية» في الهيئة، التي أمَّنت لهذه المهمة المعدات اللازمة، وفق أحدث التقنيات التي تحافظ على جودة الإنتاج وكمياته. إلى ذلك، كشف الجغيمان، أنّ طاقة مصنع قنوات الري التابع للهيئة، تفوق 1500 كيلو متر سنوياً، من حوامل القنوات الرئيسة وشبه الرئيسة، من جميع أنواعها وأحجامها، وكذلك المواسير الخرسانية بأحجام مختلفة، لتغطية احتياج الهيئة من قنوات الري، معتبراً المصنع «أحد أهم روافد العمل في الهيئة». وأبان أن المصنع يسعى إلى «خدمة المزارعين، من خلال توفير مياه الري لمزارعهم، ودعم فعالية قنوات الري وأداءها، ومواكبة البرامج الزمنية التي تعتمدها إدارة الصيانة العامة في الهيئة، لاستبدال قنوات الري التي تعتبر المكون الرئيس لهيكل المشروع». وأشار إلى أن الطاقة الإنتاجية للمصنع من مختلف المنتجات تبلغ «12 ألف منتج خرساني سنوياً، موزعة على ستة آلاف قالب مختلف الأحجام، وألفي ماسورة أقطار 500 ملم، و300 ملم، وكذلك أربعة آلاف من سواند القنوات، إضافة إلى إنتاج تسعة آلاف متر مكعب من الخرسانات الجاهزة، لتغطية احتياجات أعمال الصيانة العامة والأعمال الإنشائية الأخرى في مناطق أعمال الهيئة، كإنشاء العبارات وغيرها. وذكر أن مختبر فحص جودة الخرسانة، «يعمل وفق أحدث الأنظمة في مجال قياس فحص الخرسانة قبل استخدامها، والتأكد من مطابقتها للمواصفات والمقاييس المحددة لصناعة القوالب الخاصة في القنوات، من المكونات المهمة في المصنع، والمجهز بالآلات والمعدات اللازمة للإنتاج والنقل، باستخدام أحدث التقنيات في مجال طلب المواد، وتأمينها وجدولة برامج الصيانة الدورية لضمان استمرارية الإنتاج». ودعا إلى «المحافظة على سلامة القنوات، وعدم رمي المخلفات داخلها، لما يسببه ذلك من إعاقة جريان المياه وإحداث تشققات في جوانبها، تتسبب في هدرها وتسرب الماء»، ومحذراً من «رمي أو حرق المخلفات والمواد الصلبة داخل مجرى المصارف، حتى لا يتسبب ذلك في حدوث إغلاق المواسير أو كسرها».