موسكو، تشرنوبيو (إيطاليا) - رويترز، أ ف ب - أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس أن على أعضاء الحكومة الليبية السابقة أن يشاركوا في عملية المصالحة بالبلاد وذلك بإعطاء آرائهم في مستقبل بلد أصبحت فيه تعاقدات روسية ببلايين الدولارات على المحك. ونقلت وكالة «انترفاكس» عن لافروف قوله في مؤتمر صحافي مع نظيره البرازيلي أنطونيو باتريوتا: «هذه القوى السياسية والعشائرية والقبلية التي مثلت قادة سابقين في الحكومة الليبية يجب أن تكون جزءاً من عملية المصالحة الوطنية من دون شروط». وكانت روسيا أبرمت تعاقدات مع ليبيا ببلايين الدولارات في مجالات الأسلحة والطاقة والبناء إبان حكم الزعيم المخلوع معمر القذافي وتريد ضمان عدم خسارة تلك العقود بعد انتهاء حكم القذافي. ووجهت موسكو الدعوة إلى أعضاء من المجلس الوطني الانتقالي لمناقشة التعاقدات الروسية في ليبيا، وهي مبادرة قال لافروف إنها حظيت ببعض الاهتمام. وأضاف: «الآن يوجد اهتمام عبّر عنه ممثلو المجلس الوطني الانتقالي في ما يتعلق بإرسال أعضاء المجلس المسؤولين عن الشؤون الاقتصادية». وكانت كبرى شركات النفط والغاز الروسية مثل «غازبروم» و «تاتنفت» استثمرت ملايين الدولارات في عمليات استكشاف في ليبيا عندما اندلعت الانتفاضة ضد حكم القذافي. واعترفت روسيا بالمجلس الوطني الانتقالي باعتباره السلطة الشرعية في ليبيا مطلع الشهر بعدما اتهمت مراراً قوات حلف شمال الأطلسي بتنفيذ ضربات جوية تتجاوز نطاق التفويض الممنوح لها والوقوف مع القوات المناهضة للقذافي في حرب أهلية. وقالت شركة «روسوبرونيكسبورت» الروسية التي تحتكر تصدير الأسلحة إنها ربما تخسر نحو أربعة بلايين دولار في صفقات أسلحة حالية ومحتملة مع حكومة القذافي. وكان المدير العام لمجلس رجال الأعمال الروسي - الليبي آرام شيغانتس قال إن من المحتمل أن يجري منع شركات الطاقة الروسية من استئناف العمل في ليبيا بعد أن أطاحت قوات المعارضة المدعومة من حلف شمال الأطلسي القذافي. وإيطاليا تحذر من تدمير المؤسسات من جهته، دعا وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أمس المجتمع الدولي والنظام الجديد في ليبيا إلى عدم تدمير كل بنية أجهزة الدولة كي لا يتم في ليبيا ارتكاب «الخطأ الفادح» نفسه الذي وقع في العراق. وقال: «إذا عمل شخص ما لحساب النظام ويديه غير ملطختين بالدم، فلماذا تدمير كل البنية، كل الجهاز الليبي، كما فعلنا في العراق فارتكبنا خطأ فادحاً؟ ينبغي ألا نكرر وألا نضاعف هذا الخطأ». وأكد مجدداً ثقته في «القادة الفعليين لليبيا» مصطفى عبدالجليل رئيس «المجلس الوطني الانتقالي» ومحمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي في المجلس، مشيراً إلى أنهما لم يكونا «مرتبطين جداً» بالنظام السابق «لأنهما تركا (معمر) القذافي منذ وقت طويل». وبحسب فراتيني الذي كان يتحدث على هامش منتدى امبروسيتي الذي يضم شخصيات من عالم السياسة والاقتصاد في تشرنوبيو على ضفاف بحيرة كومو (شمال إيطاليا)، فإنه يتعين على المجتمع الدولي في المقابل أن يساعد السلطات الانتقالية لمنع تسلل «المتطرفين». وأضاف أن «النقطة المهمة جداً هي بذل الجهود لاستئصال أي محاولة تسلل لمنظمات متطرفة إلى بنية حكومة ليبيا المستقبلية. يجب أن نساعد جبريل بقوة في هذه النقطة».