تنفذ موظفات الجمارك مئات عمليات التفتيش يومياً، هذا الأمر يعرضهن للكثير من المتاعب. تروي مديرة القسم المساند في جمرك مطار الملك فهد الدولي فاطمة شعبان بعض المواقف والأساليب التي تستخدمها المهربات لتضليل الجمركيات ل«الحياة»، تقول: «في إحدى الليالي جاءت إحدى الراكبات بعد إحالتها إلينا للاشتباه بها، وأثناء تفتيشها فاجأت الموظفة برش مادة خانقة من بخاخ على وجهها، فسببت للموظفة نوعاً من الاختناق»، مشيرة إلى أنه بعد التحقيق مع المشتبه بها، تبين أنها استخدمت ذلك نوعاً من الدفاع عن النفس ولإشغال منسوبة الجمارك عن تأدية واجبها. وفي قصة أخرى روتها شعبان، حوالت إحدى المسافرات خنق موظفة جمركية لمنعها من أداء واجبها بتفتيشها، لكن الموظفة تمكنت منها، قبل أن تجد بحوزتها أنبوبة من الهيروين داخل «حفاضة نسائية». ومن الضبطيات التي تمت على أيدي الجمركيات في الميدان، دخول راكبة مشتبه بها تحمل مهربات وعند تفتيشها - بحسب شعبان - لوحظ اختلاف في سمات وبشرة الراكبة إذ لا تتلاءم مع بقية الجسم من شعر وغيره، ففطنت منسوبة الجمارك لذلك، وحاولت أن تقترب من الراكبة حتى تفتش شعرها الذي لا يتلاءم مع شكلها، ما كان من الراكبة إلا أن دفعت الموظفة واستخدمت معها العنف، لكن الموظفة أصرت على تأدية مهامها المؤتمنة عليها فوجدت أن الراكبة أخفت مادة الهروين في أنبوبات بلاستيكية سوداء داخل «الباروكة» التي كانت على شعرها. وأشارت شعبان إلى أن المفتشات يحالون الموازنة بين احترام الجمهور وحفظ كرامتهم وحفظ الأمن والقيام بواجب التفتيش، إلا أنها أكدت أن المعاملة الحسنة لا تجدي مع بعضهن، «فإحدى الراكبات حينما اشتبه بها وأدخلت إلى غرفة التفتيش الخاصة بالنساء، كانت منسوبة الجمارك تعاملها معاملة حسنة وتهدئ من روعها حتى تقوم بواجبها، فلما تيقنت الموظفة من وجود مادة مهربة داخل الجوارب التي تلبسها الراكبة، نهشت الراكبة أصابع الموظفة ب«عضها»، في محاولة لمنعها من تفتيشها، ليعثر على كمية من الهيروين، معتبرة أن أكثر المهربات للممنوعات هن من يستخدمن العنف والضرب مع منسوبات الجمارك.