مصلحة الإحصاءات العامة أنهت ترقيم المساكن في جميع مدن السعودية باستثناء منطقة الرياض، بهدف التجهيز لتعداد السكان في العام المقبل 1431ه/2010، والرياض المنطقة شاسعة المساحة، أما العاصمة وحدها فهي مجموعة من المدن المتلاصقة. وبحسب الخبر بدأت المصلحة في ترقيم المساكن في الرياض الأسبوع الماضي، وللفائدة وتخفيف الجهد والمصروفات، وعملاً بمبدأ حسن استثمار الموارد اقترح على مصلحة الإحصاءات العامة الاستفادة من تجربة مؤسسة البريد السعودي، حيث قامت الأخيرة من خلال مشروعها لتطوير خدمة البريد بإحصاء نوعي! للسكان، قام الإحصاء على استثمار اضطرار الناس لخدمات البريد، حيث «حجرتهم» بين رفع رسوم الصناديق أو خدمة «واصل» المجيدة، ومع أن ما فعلته المؤسسة شبيه بما تفعله دول شمولية تحصر السكان لغرض التقنين وبطاقات التموين، وهو ما لم نعهده ولله الحمد في بلادنا، إلا أن مشروع «التحجير» للبريد مر واستمر ولم يُعَدْ تقويمه من جهة محايدة، لذا اشترطت المؤسسة في طلب الاشتراك تدوين أسماء أفراد الأسرة الإضافيين مع ضرورة ذكر أرقام هوياتهم «هل لديها خط ساخن مع مركز المعلومات الوطني؟» وحددت النسل وصلة القرابة وحتى العمالة بعشرة أسماء، بحسب ما جاء في نموذج الطلب، مع شرط صورة من بطاقة العائلة. الغرض البيّن هو التضييق على الناس في تحويلة مرور فريدة النوع تجبرهم على الانصياع لمشروعها، بدلاً من إقناعهم بخدمة جديدة متطورة سيتجهون إليها إذا ما ثبت نجاحها من دون قسر أو إجبار. غالبية السكان اعتمدوا لسنوات طوال على صندوق البريد في مجمعاته الشهيرة، وتجارب وكالاته التي أفلس بعضها عندما بدأ مسلسل التجارب. الخلاصة... هناك قاعدة بيانات متوافرة لدى مؤسسة البريد يمكن لمصلحة الإحصاءات العامة الاستفادة منها، كلها جهات حكومية تهدف إلى راحة المواطن ولو على حسابه، وذكرت «على حسابه»، لأن رئيس البريد قال في تصريح سابق إن مشروعهم لم يكلف الدولة «هللة» واحدة، وهذا من دلائل النجاح! أعود الى الاقتراح لأن غرضه التخفيف على موظفي تعداد السكان وترشيد المصروفات والاستفادة النوعية من بيانات متوافرة. و «على طاري البريد» يحتفل المواطن ناصر ياسين بالشهر الرابع من بحثه عن رسالته المسجلة الضائعة، بعد أن عقب عليها برسالة مسجلة عن طريق «fdx» موجهة لمؤسسة البريد السعودي، لأنه «لا يفل البريد إلا البريد». ولم تسفر جهوده الحثيثة وزياراته المتكررة للعاصمة في تحقيق فائدة تذكر، بل إنه لم يستطع مقابلة مسؤول في البريد لاسترجاع حقه. لا بد أنهم مشغولون بإحصاء الأفراد في صور بطاقات العائلة ومطابقتها مع أرقام الهويات. التدقيق مهم على رغم أنه في اتجاه واحد! ومع اقتراح يعتمد نجاحه على التنسيق بين الإحصاءات ومؤسسة البريد نأمل ألا ينسى «عد» المواطن «ياسين» عند إجراء التعداد السكاني بحكم كثرة مراجعات المذكور. www.asuwayed.com