مثلت الخطة الخمسية الأولى باكورة عمل المكتب، في تبني أسلوب التخطيط، لصياغة خططه وبرامجه المستقبلية، ولجأ المكتب في إعداده لهذه الخطة إلى إجراء دراسة، للتعرف على مشكلات التعليم في الدول الأعضاء، وتشخيص واقعه، بهدف التوصل إلى حلول عملية لمواجهة مشكلاته. وقد ساعد في ذلك وجود مركز متخصص في مجال البحوث، وهو «المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج»، الذي تزامن إنشاؤه من تأسيس المكتب، وأخذ يتولى مسؤوليات البحث التربوي وتطوير المناهج. أما الخطة متوسطة المدى الثانية فجاءت امتداداً لمسيرة برامج المكتب ومشاريعه، واستندت على نتائج تقويم الخطة الأولى، وما أوصت به الدراسات واللقاءات والندوات والبحوث، التي أنجزها المكتب خلال تلك الخطة. وقد وسع المكتب من نطاق المشاركين في إعداد الخطة الثانية، حيث أشرك في بعض مراحل إعدادها مختصين وخبراء من الدول الأعضاء، ومن الجامعات، كما نسق بشأنها مع المؤسسات والمنظمات الخليجية والعربية والدولية، المعنية بمجالات عمل المكتب، وقد سجلت برامج المكتب هذه الخطة ميادين العمل التربوي المختلفة. وأعد المكتب خطته الثالثة متوسطة المدى مراعياً المنطلقات المهمة كالبعد العربي الإسلامي، الذي يشكل قيم المجتمع العربي الخليجي وثقافته، والأفق العالمي المتقدم، الذي يتطلع إليه أبناء المنطقة، ويحاولون أخذ أفضل ما يناسبهم منه، مع عدم إغفال تحديات العصر الذي تعيشه المنطقة، ومواكبة التغيرات التي تجري في المنطقة وخارجها ومقدار التأثير والتأثر بها، ومواجهة آثارها المادية والمعنوية. أما الخطة متوسطة المدى الرابعة فتأتي هذه الخطة بداية لمرحلة جديدة لعمل المكتب، في ضوء رؤية لنتائج خططه السابقة، ومخرجات مشاريعه. وتنطلق في معالجة القضايا التربوية الملحة في الدول الأعضاء، والتي ترتبط بمواجهة تحديات التنمية والتقنية والعلوم، ومستجدات العصر. وفي ضوء ما أسفر عنه تنفيذ برامج المكتب الأولى والثانية والثالثة، اتجه المكتب نحو إنجاز صياغة لرؤية مستقبلية لخططه ومشاريعه وبرامجه، بعد أن تزايدت حاجة دوله الأعضاء إلى ربط خططها ومشاريعها التعليمية بالحاجات التعليمية، لتوظيف المستجدات التقنية والعلمية، لتحقيق طموحاتها في التنمية الشاملة. ووجد المكتب نفسه في حاجة إلى إنجاز دراسة استشراف مستقبل العمل التربوي في الدول الأعضاء. وأصبحت هذه الدراسة وثيقة لمستقبل برامج المكتب ومشاريعه، لما طرحته من رؤى، وحددته من قضايا ملحة، وما تطرقت إليه من تحديات في مجالات العمل التربوي المشترك. وتمثل الخطة المشتركة لتطوير مناهج التعليم رؤية إستراتيجية شاملة لواقع وآفاق العمل التربوي، تستشرف المتغيرات العالمية والإقليمية والتحديات المستقبلية.