على رغم حداثة عهد جمعية «من أجلكم» في محافظة الخرج وتواضع إمكاناتها، وعدم توافر مقر رسمي لها وداعمين ماديين لمختلف فعالياتها، وأنشطتها، إلا أن إصرار عضواتها البالغ عددهن 10 سيدات جعلها ترى النور وتعانق أنشطتها التطوعية أفئدة كل من يحتاج إليها. واستغلت القائمات على الجمعية مناسبة أول أيام العيد في جبر خاطر مرضى مستشفى الملك خالد وتقديم عيديات رمزية، وبطاقات تهنئة، للتخفيف من معاناة المرضى الأطفال. وذكرت عضوة في الجمعية أن أبرز الحالات التي قابلوها طفل لا يتجاوز عمره خمسة أعوام يفتتح يوم عيده بقارورة من الكلوركس، ما اضطر والدته إلى قضاء فعاليات العيد بصحبته في المستشفى، في الوقت الذي يسعى فيه والده إلى إشعار بقية أبنائه بالعيد واستقبال المعايدين في المنزل. وقالت والدة الطفل ل«الحياة»: «تفاجأت صباح العيد أن أصغر أبنائي جاءني وهو ممسك قارورة الكلوركس بيده بعدما تجرع بعضاً منها وأسهم ذلك في شعوره بالاختناق ومن ثم أغمي عليه». وتطرقت عضوة أخرى إلى قصة الطفلتين خلود وأختها اللتين بدأت معاناتهما من مشكلة في التمثيل الغذائي جعلتهما من سكان المستشفى منذ فترات طويلة، بل إن مرافقة الخادمة الإندونيسية لهما طوال الوقت جعلتهما يتقنون اللغة الإندونيسية ويدركون طرقات وردهات المستشفى تماماً، في حين أدى تعرض الطفلة التي تعاني من متلازمة داون جواهر من حالة إغماء وتشنج، ونقلت إلى المستشفى ومرافقة والدتها لها ليلة العيد بسبب تدهور صحتها، بحسب قولها. وأوضحت صاحبة فكرة جمعية «من أجلكم» اشتياق أبو بكر ل«الحياة» أن الجمعية فعلت نشاطاتها منذ أربعة أشهر بعد اعتماد الغرفة التجارية الصناعية لها، والعمل تحت مظلتها شكلياً. وأضافت: «في الفترة الماضية لم يكن عملنا يتجاوز التطوع والمشاركة في تنظيم وتنسيق المهرجانات، أما الآن فقد بدأت انطلاقة روح الجمعية من خلال أولى زياراتها للمستشفى، وهناك كثير من محبي فعل الخير، لكن تكمن مشكلتهم في أنهم يفتقرون إلى الآلية التي يقدمون على أساسها خدماتهم الإنسانية وهذا ما تسعى الجمعية إلى تفعيله». وتابعت: «للأسف لا يزال مفهوم العمل التطوعي غير واضح بالنسبة للكثيرين، ما يستوجب ذلك تنوير الإعلام وتثقيفه للمجتمع فيما يتعلق بالعمل التطوعي»، مشيرةً إلى أن الأسباب التي شجعتها في استحداث هذه الجمعية تبرز من خلال مشاعر الفرح التي تنتاب المتطوع من خلال تقديمه خدمات إنسانية للغير، إضافة إلى جملة الإنجازات التي حققتها جمعية (اوول فور ون) وتبنتها مادياً ومعنوياً جمعية آفتا، دفعني إلى الحذو حذوها بمساعدة أخريات. وذكرت رئيسة الجمعية حصة العبيد أن الجمعية تهدف إلى الوصول إلى الخدمات الإنسانية لكل بيت، والإسهام في تشجير المحافظة وعمل دورات تطويرية وتثقيفية في شتى المجالات فضلاً عن الاقتصار على النشاطات الدينية التي تكتفي بها معظم الجمعيات هو ما نسعى إليه. وطالبت القائمات على الجمعية من وزارة الشؤون الاجتماعية اعتماد عملهم، وتسجيل مسمى الجمعية بشكل رسمي، وتوفير مقر ثابت لها يكفل لمن أراد التطوع قصدها من دون عناء، ما يسهم ذلك في بلورة عملها وتحقيق إنجازاتها بصورة واضحة.