كشف وكيل وزارة الزراعة للثروة الحيوانية المهندس جابر الشهري ل«الحياة» عن عدم تأثير الاحتجاجات الحاصلة في بعض الدول المجاورة للمملكة العربية السعودية، خصوصاً سورية في استيراد الأغنام السورية بشكل كبير، مشيراً إلى وصول 400 ألف رأس من الأغنام السورية إلى المملكة عبر منفذ الحديثة خلال الأشهر الماضية. وأكد الشهري استمرار العمل في المنافذ والمحاجر الحيوانية والمختبرات البيطرية الخاصة بالوزارة خلال أيام الإجازة والأعياد، وذلك لعدم تأخير أي شحنات أغنام أو ماشية تصل إلى البلاد، بهدف تغطية حاجة السوق المحلية، وتغطية الطلبات على المواشي، خصوصاً الأغنام، مشدداً على أن وزارة الزراعة «أعادت كميات كبيرة ثبت عدم صلاحيتها، بسبب وجود أعراض مرضية بها». وأفاد وكيل الوزارة للثروة الحيوانية أن المنافذ التي تعمل هي: «ميناء جدة الإسلامي، جازان، منفذ الحديثة، والبطحاء على الحدود الإماراتية، وميناء الدمام، إضافة إلى منفذ الرقعي على الحدود الكويتية». وأشار الشهري إلى أن الوزارة تسعى إلى تشجيع المستوردين وتوفر لهم التسهيلات بهدف تغطية حاجات السوق المحلية من خلال استيراد المواشي الحية من دول عدة وفقاً لشروط وضوابط محددة مبنية على توصيات المنظمة العالمية للصحة الحيوانية، وذلك لضمان سلامة الإرساليات الحيوانية الواردة إلى المملكة وصلاحيتها للاستهلاك الآدمي. وتابع في حديثه ل«الحياة»: «تسمح الوزارة في الوقت الحاضر باستيراد الأبقار والأغنام من المناطق المسموح منها مثل البرازيل، وكذلك استيراد الأغنام من الأرجنتين والأوروغواي بهدف فتح السوق العالمية أمام جميع المستوردين، وإيجاد أسواق عدة، وعدم قصر الاستيراد على مناطق أو دول محددة من دول العالم». وكانت لجنة تجار المواشي في غرفة جدة خاطبت وزارة الزراعة والتجارة بهدف تيسير إجراءات الاستيراد والفحص البيطري في الموانئ السعودية وعدم إعادة أي شحنات، خصوصاً في ظل وجود محاجر بيطرية في الموانئ السعودية لمعالجة أي إصابات توجد بهذه الشحنات، إذ إن إعادة أي شحنة تسبب خسارة كبيرة للمستورد، إضافة إلى نقص المعروض من المواشي في السوق. كما دعت اللجنة إلى توفير الأراضي اللازمة للمستوردين والتجار لإنشاء حظائر تربية وتسمين المواشي وتصحيح وضع المشاريع القائمة منها، خصوصاً أن مثل هذا الدعم يشجع المستوردين والتجار على زيادة استثماراتهم في هذا المجال وتوسيع نشاطهم بما يحقق الأمن الغذائي للمستهلك على مدار العام، وتجنيبه التعرض لتقلبات الأسواق والأسعار العالمية، كما أن ذلك سيوفر مخزوناً استراتيجياً، مشيرة إلى أن الدولة قامت بمثل هذا الإجراء مع مربي وأصحاب مزارع الدواجن، إذ قدمت لهم أراضي بالمجان لإنشاء مزارع تربية الدواجن. وتقدر وزارة الزراعة عدد الأغنام (الضأن والماعز) التي تستوردها المملكة سنوياً بنحو خمسة ملايين رأس غنم سنوياً من الخارج، مشيرة إلى أن العدد الإجمالي للأغنام في المملكة يبلغ نحو 17 مليون رأس، منها 3.8 في المئة يتم تربيتها في مشاريع متخصصة، فيما النسبة العظمى تتبع للقطاع التقليدي والبادية والتي تستحوذ على أكثر من 16 مليون رأساً. وأكد وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم في وقت حرص الوزارة على دعم الإنتاج المحلي من الأغنام عن طريق تحسين بيئة الإنتاج والارتقاء بها من التقليدية إلى الإنتاج الاقتصادي وفق الاشتراطات البيطرية والصحية والعمل في ذات الوقت على فتح مزيد من الأسواق للاستيراد بهدف منع ارتفاع الأسعار وتوفير كميات من اللحوم الحمراء لمواجهة الطلب المحلي.