كثرت في الآونة الأخيرة التصريحات الإيرانية المتكررة التي تتعرض لها مملكة البحرين حول إدعائها بأن البحرين تابعة لها، وتدعي هذا زوراً وبهتاناً. لماذا هذا التدخل السافر في شؤون وحقوق البحرين الشرعية تاريخياً وجغرافياً، وهي أحد الأعضاء بالمنظمات الدولة، وعضو لدى جامعة الدول العربية، ولدى اتحاد دول الخليج العربي، فيجب أن يصدر شجب واضح لهذه الإدعاءات من أعلى سلطة في إيران، وأن تتقدم الحكومة الإيرانية بالاعتزار رسمياً أمام المنظمة الدولية، عما بدر من أحد المسؤولين بالجمهورية الإيرانية، الممثل في شخص المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، وعدم العودة لمثل هذه التصريحات، ومن أي مسؤول من الجمهورية الإيرانية، لأن في ذلك تطاولاً على حقوق البحرين الشقيقة، وتحدياً سافراً في ذلك. فبدلاً من أن تكثر إيران من الشوشرة والإساءة للدول العربية والخليج العربي، فمن واجبها أن تقوم بتحسين مواقفها وتعاملها مع دول الخليج العربي والدول العربية، باعتبارها دولة إسلامية كبرى. إن مصالح إيران كلها تتشابك وتتفاعل مع مصالح الدول الخليجية والعربية. فلا يمكن أن تفصل مهما كانت الظروف، فيجب أن تقف بجانبها في السراء وفي الضراء، أو أن تسير تحت راية التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) في الحاضر وفي غير ذلك. لقد سبق لإيران أن استولت على الجزر الثلاث التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وحتى الآن، فإن الإمارات تطالب بتلك الجزر وإعادتها لها، ولكن حتى الآن لا تزال إيران تتمسك بها بالقوة. لو أمعنت إيران النظر وبحثت عن مصالحها الحقيقية لما وجدت إخواناً وجيرانناً أكثر نضجاً وحرصاً على الاستقرار والتنمية والتعايش السلمي مثل الدول الخليجية والعربية، فإذا كان هناك لدى ساستها شيء من المسؤولية لوقفوا تقديراً للدول الخليجية والعربية، خصوصاً مع المملكة العربية السعودية، التي تقف بجانب إيران حينما كانت أميركا بتهديداتها بضربها وعارضت المملكة ذلك وبشدة خلال فترة حكم «بوش»، إلا أن إيران دأبت بالتأثير على الدول العربية مثل سورية وبعض المنظمات مثل فتح وغيرها من المنظمات التي تنشق عن مجموع الصف العربي وتقوم بضرب بعضها البعض، والتحريض ضد الدول الخليجية والعربية. إيران لا تُظهر سوى وجه التوسع والتهديدات لاستقرار الجيران ككل العالم العربي، خصوصاً في التعامل مع القضايا العربية والإسلامية، فيما يصرحون ويخطبون ومعلنين حرصهم على سلامة كل شبر من الأراضي العربية، من وجهة أخرى حيث يعلم الجميع فإن الجمهورية الإيرانية ليست تلك الوحدة المتماسكة، كما تظهر الصورة للوهلة الأولى. هناك تنوع عرفي متباين داخلها فئات عربية ضمت إليها ولا تزال بسكانها العرب تحت الهيمنة الفارسية منذ زمن بعيد، وما يردده مسؤولون صهاينة بأن وقود الخطر الإيراني يهددها، ولكن بالعكس فإن إيران تعمل ضد استقرار الدول الخليجية والعربية. فهي مستمرة في احتلال الجزر الثلاث التابعة للإمارات، إضافة إلى تحرشاتها ضد المملكة البحرينية أخيراً. لقد نفى أحد المسؤولين بالخارجية الإيرانية، وهذا لا يكفي بل يجب أن تؤكد هذا القيادات الإيرانية نفسها، إذا كانت حريصة وأمينة على علاقاتها مع الدول الخليجية والعربية، ونتمنى ان تكون إيران صادقة في توجهاتها وتعاونها مع الدول الخليجية والعربية، وأصلحها الله وهداها إلى طريق المستقيم السوي إن شاء الله تعالى، وعلى أن تكون جميع الدول الخليجية والعربية والإسلامية موحدة وقوية لتستطيع مواجهة التحديات الكبرى... أنه سميع مجيب.