بعد أعوام طويلة من ترؤسه إدارة دار «المركز الثقافي العربي»، قدّم الناشر حسن ياغي استقالته منها بعد الخلاف الذي قام بينه وبين المسؤولين الجدد الذين يُعَدّون بمثابة الوارثين للدار. والدار هذه، التي أمضى ياغي سنوات يؤسس من خلالها مفهوماً حديثاً وطليعياً للنشر الفكري والثقافي والأدبي، ستجد نفسها أمام مرحلة جديدة لا تزال غامضة وملتبسة، فالقائمون الجدد عليها لم يصدروا طوال ثلاثة أشهر من تسلّمهم إدارتها سوى بضعة كتب كان ياغي أصلاً جهّزها للنشر. ولعلهم حتى الآن لم يعلنوا أي برنامج للنشر ولم يفصحوا عن الخطّ الذي سيسلكونه. هل سيواصلون الجهد الكبير الذي بذله ياغي عندما انطلق بمشروعه وحيداً، أم أنهم سيحوّلونها الى دار ذات اهتمامات أخرى؟ وخلال تسلّمه هذه الدار، التي كانت بمثابة منبر ثقافي، تميّز ياغي بإصراره على إصدار الكتب المهمة والرائدة في حقولها المتعددة، وتفرّد أيضاً بمهمة الناشر المثقف الذي يسهر على منشوراته ويعتني بها، معتمداً ذائقته وعينه الناقدة كقارئ وثقافته، وكان يدخل في سجالات مع المؤلفين والكتّاب حول بعض ما ورد في مخطوطاتهم قبل أن يخرجها الى الضوء، وفي أحيان يقنعهم برأيه. واستطاع ياغي فعلاً أن يجذب أسماء كبيرة ومهمّة، مثل: نصر حامد أبو زيد، عبدالله الغذامي، علي حرب، برهان غليون، جابر عصفور، حسن حنفي، سعد البازعي، فيصل درّاج، ناهيك بالروائيين، ومنهم عبد الرحمن منيف ورجاء عالم وربيع جابر ومحمد الأشعري وحسن نجمي وبسام حجار ويوسف المحيميد... علاوة على الترجمات من الآداب العالمية لا سيما الرواية الحديثة. وفي سياق ما يجري في عالم النشر اللبناني، أعلنت دار النهار توقّفها عن العمل نهائياً، وقدّم القائمون عليها عروضاً لبيعها كاملة، ولم تُعرف الأسباب تماماً وراء هذا القرار، وإن كانت الصعوبات المادية التي تواجهها منذ فترة قد ازدادت حتى أصبحت عبئاً عليها. وأشيع أن مجموعة الشويري الإعلانية ستشتري 50 في المئة من الأسهم. ودار النهار هي من أعرق الدور اللبنانية، وكان أسسها غسان تويني وتولى ادارتها لفترة الشاعر يوسف الخال. من ناحية أخرى، أعلن النادي الثقافي العربي بدء استعداده لإقامة معرض بيروت للكتاب، ووجه رسائل الى الناشرين اللبنانيين والعرب يدعوهم فيها الى تأمين شروط مشاركتهم في المعرض الذي يقام بين 2 و15 كانون الأول في مجمع البيال.