تصدرت كارثة المجاعة الهائلة في شرق أفريقيا، لا سيما في الصومال، قائمة الأخبار الرئيسية في العالم. وفي أواخر شهر تموز (يوليو) الماضي، أعلنت منظمة الأممالمتحدة أن المجاعة الحالية التي تعصف بالصومال هي الأسوأ خلال العشرين عاماً الماضية. بلغ معدل التضخم في الصومال 270 في المئة، وتعاني البلاد من الجفاف الشديد. وقال مسؤولون في الأممالمتحدة أن نحو 12 مليون شخص يواجهون خطر الموت جوعاً، ويعاني ثلث الأطفال من سوء التغذية الحاد. يؤكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلو، أن المجاعة في الصومال تشكل التحدي الأكبر لمصداقية منظمة التعاون الإسلامي. ووجه الأمين العام نداء إلى الدول الأعضاء والمؤسسات المالية والمنظمات الإنسانية وأهل الخير والمجتمع الدولي للتبرع بسخاء من أجل التصدي للتحديات الإنسانية البالغة التي يواجهها الشعب الصومالي، مؤكداً أن المنظمة على استعداد للتعاون والتنسيق مع جميع أصحاب المصلحة، بما في ذلك وكالات الأممالمتحدة على أرض الواقع، بغية بلوغ هذا الهدف النبيل. ومنظمة التعاون الإسلامي التي تتولى جمهورية كازاخستان رئاستها حالياً تلعب بالفعل دوراً ملموساً في تقديم المساعدة الدولية المشتركة للصومال. وقد حشدت منظمات الإغاثة الإنسانية في الجلسة العاجلة التي عقدت في إسطنبول في 17 آب (أغسطس) الجاري خصيصاً لدراسة الوضع في الصومال. وقال أوغلو أمام المشاركين في الاجتماع: «يتم عقد هذا الاجتماع استجابة للأزمة الإنسانية المفزعة السائدة في منطقة القرن الأفريقي، وبخاصة في الصومال، حيث تهدد المجاعة الشديدة حياة أكثر من ثلاثة ملايين شخص». وتعهد اجتماع منظمة التعاون بالتبرع بمبلغ 350 مليوناً كما تعهدت المنظمة بزيادة المبلغ في المستقبل القريب ليصل إلى 500 مليون دولار، تتضمن أيضاً التبرعات الخاصة المقدمة خلال شهر رمضان المبارك. وتعقَّد الوضع في الصومال، بما في ذلك مسألة تقديم المساعدات الإنسانية، بسبب مقاومة «حركة الشباب»، ومحاولة منعهم تقديم المساعدات الخارجية القادمة للصوماليين من الأممالمتحدة والغرب. وقامت الحركة بذلك خشية من أن تقوض المساعدات الخارجية سيطرتها على البلاد. وقال أوغلو للصحافيين أن منظمة التعاون الإسلامي أصبحت الهيئة الإنسانية الوحيدة المتاحة في الصومال بعد أن طردت حركة الشباب إلى خارج البلاد جميع المنظمات الدولية بما في ذلك مجموعات الإغاثة، لكنه حذر أيضاً من أن منظمة واحدة لن تكون قادرة على تخفيف المعاناة في المنطقة. يمثل اجتماع منظمة التعاون الإسلامي المبادرة الأولى من نوعها لتشكيل ائتلاف بين عدد من منظمات الإغاثة الإسلامية لرعاية الوضع الكارثي في المنطقة. وقال وزير خارجية كازاخستان يرجان كازيخانوف ل «الحياة» أن حكومته اقترحت أيضاً إنشاء آلية للأمن الغذائي في المستقبل لمنع المجاعات في منطقة القرن الأفريقي. وأضاف أن «الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي ستفتح حسابات مصرفية في مختلف البلدان لتبرعات الأفراد للصومال». وأنشأت كازاخستان وتركيا والمملكة العربية السعودية والسنغال ومنظمة التعاون الإسلامي مجموعة خاصة تهدف إلى متابعة الوضع وتنسيق جهود الإغاثة.