عزيزتي كوريا الشمالية. آسف لأننا لم نعطك حقك في المنافسة منذ انطلاق المرحلة النهائية من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2010. آسف لأننا ادعينا بأنك لا تستحقين التواجد بيننا في المرحلة النهائية...آسف لأننا ادعينا بأننا أفضل منك بسنوات ضوئية وأقوى منك بمراحل لا تعد ولا تحصى. آسف لأننا وصفنا بلدك بالتخلف، وأوضحنا بأنك خارجة عن نطاق التكنولوجيا والتطور، وأنك لا تؤمنين بحقوق الإنسان في ظل الحكم الشيوعي، وأنك تحاربين العولمة والتواصل كونهما قادمتين من أميركا. آسف لأننا آخر ما كنا نتوقعه أن يكون لك مقعد بين كبار العالم، البرازيل، إيطاليا، ألمانيا، الأرجنتين وإسبانيا...نحن في غاية الأسف لهذا الاعتقاد، فقد كنا لا نراك في خريطة كرة القدم الآسيوية، كيف يكون لمنتخب كوريا الشمالية مكان في خريطة كرة القدم العالمية وأنتي لا تملكين أبسط مبادئ اللعبة...؟ آسف أيضاً لأننا قللنا من فوزك أمام الإمارات في أبوظبي في بداية المرحلة، لقد أوضحنا بأن هذه النقاط الثلاث أول وآخر نقاط ستدخل خانة نقاطك في التصفيات، وهددناك بإيران وكوريا الجنوبية والسعودية...! عزيزتي كوريا الشمالية لقد اثبتي بأنك بالفعل بعيدة عن آسيا وكرتها بفضل إيمانك بقدراتك المتواضعة وإمكاناتك المحدودة، لم تلتفتي إلى سخريتنا منك، ولم تستسلمي لحكم الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، الذي يضعك دائماً في الصفوف الخلفية في تصنيف المنتخبات والأندية، فبعد تأهلك للمونديال، لا أستطيع أن اتخيل ابتعادك عن تصفيات كأس آسيا 2011...! ولا أستطيع أن استوعب عدم وجود ناد واحد من أنديتك في البطولات الآسيوية المختلفة (دوري الأبطال...كأس الاتحاد وكأس رئيس الاتحاد) وكأن الاتحاد الآسيوي أراد سلب حقهم في التواجد الآسيوي، لكن هذا التصرف لا أستطيع أن اعتذر عنه كونه لم يصدر مني...! على رغم الظلم الفادح الذي فعله الاتحاد الآسيوي ونحن معه في حقك، قدمتي لنا درساً ليس بجديد علينا في الجغرافيا الكروية، بأن كرة القدم مستديرة لا يمكن أن نقف عليها من دون توازن...ذلك التوازن الذي افتقدناه نحن عرب آسيا. لقد برهنتي عن جدارة واستحقاق أن تأهلك للمونديال لم يكن «مفاجأة» فالأرقام التي تحققت على يدك تستحق الوقوف عندها، فخلال 16 مباراة، حققتي 8 انتصارات، و6 حالات تعادل وخسارتين، وعلى رغم عدم وجود أي نجم واضح في صفوفك، استطعتي تسجيل 20 هدفاً في مقابل 7 أهداف ولجت مرماك، كما أنك لفتي الأنظار باستثمارك ثبات مستواك طوال مراحل التصفيات، واستغلال أرضك المجهولة وجمهورك الغريب في الحصول على نقاط مبارياتك أمام الإمارات والسعودية ونقطة من إيران. نحن في غاية الأسف على ما ادعيناه، ونتمنى أن تقبلي اعتذارنا، ونعدك بأننا لن نقلل من قيمتك بعد اليوم، لقد علمتينا درساً مهماً في حياتنا، أتمنى أن نستوعبه جيداً. [email protected]