أعلنت كلٌّ من «سوذبيز» (دار المزادات العالمية) و «اتحاد المنازل التاريخية» عن منح جائزة الترميم (وهي مبادرة مشتركة بين «سوذبيز» والاتحاد) في دورتها الرابعة لهذا العام إلى قلعة «ألدوري» الواقعة على الشاطئ الجنوبي لمنطقة «لوخ نيس» بالقرب من مدينة «إنفيرنس» في إسكوتلندا. ويعد برنامج إعادة الترميم الخاص بالقلعة التاريخية فرصة تاريخية لمحبي ومتذوقي الفن المعماري وأولئك الذين يرغبون في مشاهدة قلعة بارونية إسكوتلندية من الطراز الأول. وجرى الإعلان كذلك عن ثلاثة مشاريع أخرى لفتت الأنظار، هي: «إيسكويد بارك» بالقرب من «ويتش تشيرش» في مقاطعة ويلز، و «هوفتن هول» (غلاس هاوس) في مدينة نوريتش في نورفلوك في المملكة المتحدة، و «براوشولم هول» (تيث بارن)، في مدينة كليروثوي في مقاطعة لانكشير. يُذكر أن الحائز على الجائزة في دورتها السابقة للعام 2010 كان منزل «ويلتون هاوس» التاريخي بالقرب من سالسبيري في مقاطعة ويلتشير. وتجدر الإشارة إلى أن روجر تيمبست كان اشترى قلعة «ألدوري»، التي تبعد دقائق معدودة عن مدينة إنفيرنس، في العام 2004. وانطلقت أعمال الترميم في هذه القلعة التاريخية بداية العام 2007، بعد أن بقيت مهجورة لمدة ثلاث سنوات. وفرضت الحالة التي عليها القلعة تجديد غرفها ال 57 بالكامل، وكذلك المباني الواقعة ضمن محيط القصر، إضافةً إلى الحدائق الحاضنة لها. وهدفت عملية الترميم إلى إعادة الوجه التاريخي لهذا المَعْلَم العمراني الهام، بما يعكس تصنيفه كمبنى من الفئة الممتازة «أ»، وبث الروح فيها من جديد، فضلاً عن إحياء هوية المباني التابعة له وكل مكون من مكونات هذه القلعة الاستثنائية بما فيها الحدائق الغناء والشجيرات التي تشكل لوحة طبيعية تزدان بها القلعة وصولاً إلى مطبخ الحديقة الذي جرى تشييده في القرن التاسع عشر. وعلى صعيد الديكورات الداخلية، جرى العمل عليها بصورة مكثفة للخروج بمشروع متكامل، حيث زينت غرف القلعة من الداخل بمجموعة من أرقى المجموعات الفنية التي اشتريت مؤخراً خصيصاً لهذه المناسبة، إضافة إلى مختارات متفردة من لوحات كبار عمالقة الفن البريطاني. وتم استيراد ثريات مصنوعة حسب الطلب من الزجاج الملون الأزرق والبنفسجي من مدينة مورانو الإيطالية، إلى جانب ستائر مصنوعة من حرير روبيلي الشهير. وتولى الخبير العالمي ريتشارد بيرستون الإشراف على تجديد الحديقة الرسمية للقلعة ومكونات المشهد الطبيعي للمكان، في حين تم إيلاء عناية خاصة لإعادة إنشاء الجسر الريفي والسياج داخل الحدائق المحيطة بالقلعة لإبراز الهوية التاريخية للمكان. وتضمنت مراحل العمل: إعادة ترميم 57 غرفة، إصلاح 17 حماماً، استبدال أو تجديد 172 نافذة، تأثيث الغرف بأكثر من 2000 عمل فني (580 منها عبارة عن لوحات وصور)، تزيين المكان بقطع فنية تاريخية تشمل ستائر روبيلي العريقة المزينة لنقوش الشرفات المصنوعة يدوياً، إعادة ترميم السقف والتوصيلات الكهربائية وأعمال السباكة، زراعة وتشذيب آلاف الأشجار والشجيرات، فرش 82 سجادة بعضها قديم يحمل أهمية تاريخية، ترميم 35 مدخنة وموقداً، تركيب نظام تدفئة جديد وأجهزة التسخين الحراري في جميع الغرف، إجراء ترميمات للأجزاء الخارجية من مبنى القلعة وإعادة طلائها، وغيرها من خطوات الترميم. وعلق إدوارد هارلي، رئيس «اتحاد المنازل التاريخية» على منح هذه الجائزة بالقول: «استحقت قلعة ألدوري هذه الجائزة عن جدارة، وأود أن أنقل تهانيَّ الحارة إلى روجر تيمبست، لنجاحه في استعادة معلم تاريخي كألدوري، وأيضاً على انتهاء أعمال الترميم التي شملت السقف مروراً بالنوافذ والحدائق المحيطة بالقلعة وصولاً إلى الديكورات الداخلية. لقد أسهمت أعمال التجديد التي اتسمت بأعلى المعايير في إعادة القلعة إلى سابق عهدها من البريق والتألق، وباتت الآن مشروعاً اقتصادياً مستداماً على المدى المنظور، ولا يمكن وصف حجم هذه الأعمال التي شهدتها القلعة بأقل من الضخم». من جهة أخرى، قال جيمس ستورتون، رئيس سوذبيز لندن: «لقد سعدت سوذبيز بهذا التعاون الذي جمعها مع اتحاد المنازل التاريخية للعام الرابع على التوالي في إطلاق جائزة الترميم التي تُمنح لمشاريع تجديد المنازل البريطانية المميزة. وتنبع أهمية عملية الترميم الخاصة بقلعة ألدوري من ضخامة المشروع، فقدت ابتدأت بالبنية الأساسية للمكان، وصولاً إلى شراء الأثاث والمحتويات المناسبة له. وفي هذا المقام يطيب لي أن أشكر روجر تيمبست، فهو مالك يتمتع ببصيرة نافذة استطاع أن يبتكر طرقاً جديدة متفردة لجعل هذا المنزل التاريخي مشروعاً مستداماً ورابحاً. وأتمنى أن تكون عملية الترميم التي شهدتها قلعة ألدوري مصدر إلهام نحو تجديد المزيد من المنازل التاريخية». يذكر أن قلعة «ألدوري» عقار خاص متاح للاستئجار وقضاء أوقات العطل أو إقامة الفعاليات على مدار السنة، ويوفر فريق عمل مختصاً للمساعدة في تلبية أي متطلبات قد يحتاجها الزوار، من توريد الأطعمة وصولاً إلى الإعداد للنشاطات المختلفة. وقد استضافت القلعة العديد من الزوار من الأسرة الملكية، ونجوم غناء الروك، كما شهدت إطلاق سيارة بينتلي الجديدة. أما في نهاية الأسبوع، فهي مكان يعج بالزوار والأصدقاء وحفلات الزفاف.