مقديشو - أ ب، رويترز - دعا النواب الصوماليون أمس السبت قوات دولية إلى المجيء إلى مقديشو خلال 24 ساعة للمساعدة في وقف تقدم المتمردين الإسلاميين الذين يخوضون قتالاً عنيفاً مع القوات الحكومىة منذ الجمعة ويحققون تقدماً على الأرض في العاصمة ويتجهون صوب قصر الرئاسة. وأبلغ رئيس البرلمان الصومالي شيخ آدم محمد نور الصحافيين أن النواب وافقوا على قرار يؤكد الحاجة إلى أن ترسل دول أجنبية قوات فوراً إلى الصومال. ولم يشارك الرئيس شيخ شريف شيخ أحمد، وهو أيضاً نائب في البرلمان الانتقالي، في الجلسة النيابية، من دون أن تتضح أسباب ذلك. وقال نور: «لقد قررنا، بوصفنا البرلمان، أن نطلب من حكومات المنطقة - مثل كينيا وإثيوبيا وجيبوتي - وأيضاً من حكومات المجتمع الدولي أن تتدخل عسكرياً في الصومال خلال 24 ساعة لمساعدة الأمة الصومالية». وأضاف: «نريدهم ان يأتوا إلى هنا خلال 24 ساعة... أجبرنا تصاعد العنف على التقدم بهذا الطلب. اولئك الذين يقاتلون الحكومة يقودهم جنرال عسكري باكستاني (سابق) وهم يحرقون الاعلام ويقتلون الناس». ولم يصدر موقف فوري من الحكومات المجاورة للصومال في شأن طلب البرلمان إرسال قوات. وتنتشر في مقديشو قوات سلام افريقية، لكن مهمتها تقتصر على حماية المسؤولين والمنشآت الحكومية. واستؤنفت المعارك العنيفة في مقديشو الجمعة بين المتمردين والقوات الحكومية، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن عشرة اشخاص واصابة عشرات آخرين، بحسب ما قال شهود. ودفعت المعارك بالنواب الصوماليين إلى عقد جلستهم في القصر الرئاسي بدل المقر الذي يجتمعون فيه عادة في شمال مقديشو. ودعت الحكومة الصومالية أمس الرئيس إلى إعلان حال الطوارئ، على رغم أن مثل هذه الخطوة لا يُرجّح أن تؤثر في شيء كون الحكومة الانتقالية لا تسيطر سوى على أجزاء صغيرة في مقديشو وبلدة حدودية واحدة. وقال وزير الإعلام الصومالي فرحان علي محمود: «الوطن في خطر. الوضع الإنساني في أسوأ درجاته، وراية الصومال وأرضه في خطر». وقالت كينيا أول من أمس إنها لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء ما يحصل في الصومال. لكن ناطقاً باسم «حركة الشباب» حذّرها من أي تدخل. وقال شيخ حسن يعقوب للصحافيين في مدينة كيسمايو الساحلية في جنوب الصومال: «تقول كينيا إنها ستهاجم مجاهدي الشباب منذ أربعة شهور. واذا حاولت أن تفعل ذلك فسنهاجم كينيا وندمر مباني نيروبي المرتفعة». وقال سكان في بلدة بلدوين أمس إن القوات الإثيوبية باتت قريبة جداً من البلدة التي تقع في وسط البلاد وعلى مقربة من الحدود. وقال مواطن يدعى مونا عبدي ل «رويترز» عبر الهاتف إن القوات «ليست داخل المدينة الآن. انها على بعد نحو خمسة كيلومترات ويتوقع (وصولها) في أي لحظة». وقال إسلاميون في بلدة ايلبردي التي تقع في منطقة بكول ان القوات الاثيوبية عبرت الى الصومال لكنهم سيقاتلونها مجدداً ويجبرونها على العودة. وقال شيخ حسن معلم قائد العمليات العسكرية في حركة «الشباب» ل «رويترز»: «عبر الاثيوبيون الحدود وهم الآن في ايلبردي ونحن مستعدون لقتالهم. سنلقنهم درساً مماثلاً لذلك الذي لقناه لهم في الماضي».