قبل 10 أيام من انسحاب القوات الأميركية من المدن العراقية، وبالتزامن مع إعلان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي «الانتصار» بهذا الانسحاب، هز مدينة كركوك أمس انفجار ضخم بشاحنة مفخخة قرب مسجد شيعي أسفر عن مقتل 56 قتيلاً وإصابة 166 آخرين. في غضون ذلك، لمح وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند الى احتمال مقتل رهينتين بريطانيتين في العراق من بين 5 رهائن خطفتهم ميليشيا «عصائب أهل الحق» الشيعية في بغداد قبل نحو سنتين. وذكرت مصادر قريبة من «العصائب» ان «البريطانيين توفيا بصورة طبيعية»، مبدية قلقها من احتمال وقف الأميركيين والبريطانيين العمل بالاتفاق الذي يقضي باطلاق المخطوفين البريطانيين واطلاق الأميركيين قياديين في هذه الميليشيا. واثار هجوم انتحاري بشاحنة مفخخة الذعر والاسى في بلدة ناحية تازة، 30 كلم جنوب كركوك، الشيعية التركمانية، إذ اقتحم انتحاري بشاحنة مفخخة محملة بأكثر من طن من المتفجرات الحي السكني القديم في الناحية وفجرها قرب مسجد الرسول، محدثاً دماراً كبيراً وحفرة عميقة، ما أدى الى انهيار منازل بشكل كامل، والحاق أضرار بالمسجد. وأسفر التفجير عن مقتل نحو 56 قتيلاً وإصابة 166، بينهم عدد كبير في حالات حرجة جداً. واتهم مصدر رفيع في شرطة كركوك تنظيم «القاعدة» بتنفيذ التفجير الذي «يحمل بصماته». وفي غضون ذلك، واصلت القوات الأميركية تسليم مواقعها في المدن الى السلطات العراقية، خصوصاً في الرمادي ومدينة الصدر ببغداد، بموجب الاتفاق الأمني بين بغداد وواشنطن الذي يقضي بانسحاب القوات الأميركية من المدن والقرى بنهاية الشهر الجاري، فيما اعتبر المالكي، أمام مؤتمر لقادة تركمان في بغداد أمس ان «الانسحاب المرتقب انتصار عظيم للعراقيين، وهو الخطوة الأولى نحو انهاء الوجود الاجنبي في العراق». لكنه حذر من أن «كثيرين لا يريدون النجاح والاحتفال بهذا الانتصار، وأنهم يعدون أنفسهم للتحرك في الظلام لزعزعة الاستقرار». إلى ذلك أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند أن لندن تنتظر نتائج فحوص مخبرية للتأكد من أن جثتين سلمتهما السلطات العراقية أول من أمس الى السفارة البريطانية في بغداد تعودان الى رهينتين بريطانيتين خُطفتا في أيار (مايو) 2007. وقال ميليباند: «ليس لدينا بعد تأكيد لهويتهما. ما زلنا نجري فحوصاً للتأكد من الهوية وسبب الوفاة»، وأبدى تعاطفه مع عائلات 5 بريطانيين خطفتهم مليشيا «عصائب أهل الحق» الشيعية في بغداد قبل نحو سنتين. وكان قيادي في «عصائب اهل الحق» اعلن في آذار (مارس) الماضي عن اتفاق ابرم لاطلاق سراح البريطانيين الخمسة لقاء الافراج عن 10 أشخاص معتقلين لدى القوات الاميركية في العراق، هم قياديين في «العصائب» وأحد اللبنانيين. وأطلقت السطات العراقية في 8 الشهر الجاري ليث الخزعلي، شقيق زعيم جماعة «عصائب اهل الحق» قيس الخزعلي، بعدما تسلمته من الجيش الأميركي، بموجب الصفقة كما يبدو على ان يتم اطلاق «العصائب» أحد الرهائن البريطانيين بعد أيام. وكان مسلحون خطفوا 5 بريطانيين من داخل مبنى وزارة المال في العاصمة العراقية في أيار 2007.