بدأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس محادثاته في بيروت أمس مع نظيره اللبناني العماد ميشال سليمان في إطار جولته العربية لكسب التأييد العربي للاعتراف بدولة فلسطين الذي سينظر فيه مجلس الأمن في أيلول (سبتمبر) المقبل برئاسة لبنان، على وقع تصاعد الحملات السياسية وتبادل الاتهامات بين «حزب الله» و «تيار المستقبل»، والتي بلغت ذروتها أمس في ردود الأخير على اتهام نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم له بأنه «ميليشيا بكل ما للكلمة من معنى، تخالف القوانين وتخفي 11 بليون دولار من دون معرفة تفاصيل صرفها وتستخدم ميناء سوليدير لأغراض التسليح في سورية». وجاء رد «تيار المستقبل» في اجتماع لكتلته النيابية عقدته في «بيت الوسط» برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة. وسألت الكتلة في بيان: «أين المعلومات الدقيقة من قبل الحكومة، بعد ستة أيام على متفجرة إنطلياس ولماذا تم إخفاء الهوية السياسية للقتيلين؟». واعتبرت أن «الكلام والاتهامات الباطلة والمرفوضة بحق تيار المستقبل من قبل حزب السلاح هي محاولة مكشوفة لتخفيف الضغط الإعلامي والسياسي عن الحزب الذي بات في زاوية القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري». وخاطبت الكتلة الحزب بقولها: «من يجد نفسه في حفرة عليه أن لا يستمر بالحفر. فكفاكم توسيعاً للحفرة التي أنتم فيها». وقالت مصادر سياسية مواكبة لتصاعد الاحتقان في العلاقة بين «حزب الله» و «تيار المستقبل» في ظل استمرار القطيعة بينهما وفي غياب أي شكل من أشكال التواصل، إن تبادل الحملات بين الطرفين من تصعيد الى تصعيد، والسخونة التي تشهدها حالياً الساحة السورية أخذا يرميان بثقلهما على الوضع اللبناني الذي ارتبط مصيره كلياً بمصير ما ستؤول إليه التطورات في سورية، خصوصاً أن هناك صعوبة في عزل الانقسام العمودي في لبنان أو تحييده عنها. ولم تستبعد المصادر نفسها أن يكون للأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله موقف من احتدام الصراع بين الحزب و «المستقبل» في كلمة له اليوم في إفطار القسم النسائي في «هيئة دعم المقاومة الإسلامية»، مع احتمال أن تسبقه صباحاً جولة جديدة من الاشتباك السياسي بين نواب من الطرفين في الساعة الأولى المخصصة لتلاوة الأوراق الواردة في الجلسة التشريعية للبرلمان. وتؤكد المصادر صعوبة العودة الى التهدئة، ولو على شكل توافق على تمرير هدنة رمضانية. ولا تعزو السبب الى تعثر دعوة رئيس الجمهورية الى استئناف الحوار فحسب، وإنما الى غياب «الوسطاء» الذين في وسعهم التحرك على جبهتي «المستقبل» و «حزب الله» بغية العمل من أجل تبريد الأجواء. رغم أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الموجود حالياً في القاهرة في زيارة خاصة لم يوقف دعوته الى الحوار. في هذه الأثناء علمت «الحياة» من مصادر في «المستقبل» بأن لا نية لرئيسه، رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بالعودة قريباً الى بيروت. وقالت المصادر إن توقيت عودة الحريري الى بيروت بيده، وإن هناك اعتبارات أمنية – سياسية تستدعي بقاءه خارج لبنان. واكدت أن قيادة «المستقبل» صرفت النظر عن الدعوات التي وجهتها الى الإفطار برعاية رئيسها وألغت 5 إفطارات ل15 ألف مدعو كانت قررت إقامتها في قاعة «البيال» في وسط بيروت. على صعيد آخر، كلّف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وزير الاقتصاد والتجارة نقولا نحاس التحرك في اتجاه الكتل النيابية المشاركة في الحكومة من أجل بلورة تصور مشترك للنهوض بالقطاع الكهربائي الذي يعاني من أزمة حادة. وعلمت «الحياة» من مصادر وزارية أن ميقاتي يراهن على التوافق على مشروع القانون الرامي الى زيادة إنتاج 700 ميغاواط لتأمين التغذية بالتيار الكهربائي على أن يطرح في جلسة مجلس الوزراء التي تعقد غداً برئاسته لغياب رئيس الجمهورية خارج البلاد في إجازة عائلية، يستضيفه فيها نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس.