قدّر مدير جمعية المعاقين في الأحساء عبداللطيف الجعفري، نسبة ذوي الاحتياجات الخاصة في الأحساء من تعداد السكان البالغ مليون ونصف المليون نسمة، بنحو خمسة في المئة. وقال: «هناك 75 ألف من ذوي الاحتياجات الخاصة في الأحساء يفتقرون إلى الخدمات التأهيلية والصحية والتربوية»، داعياً إلى «التفاتة جادة لإيجاد مشروع يخدم هذه الفئات». ونفذت الجمعية مسحاً دورياً أخيراً، لتحديد الحالات المصابة ب «متلازمة داون»، والتي تُقدّر بأكثر من 1300 طفل مُصاب بهذه المتلازمة، إضافة إلى أكثر من 220 طفلاً توحدياً من الجنسين. وقال الجعفري: «إن السواد الأعظم منهم لا يحظى بالخدمات التعليمية والتربوية التي تقدمها المعاهد أو البرامج الخاصة»، لافتاً إلى أن الجمعية تسعى لتنفيذ مشروعين لهاتين الفئتين، من أجل توفير رعاية خاصة لهم، من خلال تهيئة بيئة مناسبة لتعليمهم وتأهيلهم. كما أنه سيساعد في التدخل المبكر لتقديم برامج إرشادية لأسرهم، وسيسهم في تنمية المهارات السلوكية والاجتماعية لدى الأطفال أنفسهم بشكل مبكر، حتى يسهل دمجهم في المجتمع. كما أنه سيعمل على تقديم الخدمات المباشرة لهم واستقبالهم منذ الولادة وحتى تأهيلهم إلى العمل». وأطلقت الجمعية بالتعاون مع «أرامكو السعودية» مساء أول من أمس، مشروع «التعليم والترفيه لذوي الاحتياجات الخاصة»، في مركز التأهيل الشامل. ويحوي المشروع مسرحاً ترفيهياً وصالة تعليمية، وقاعة تدريب الحاسب الآلي وملعب كرة قدم وصالة رياضية. ويهدف المشروع إلى «توظيف قدرات ذوي الاحتياجات الخاصة واستغلالها في التعليم بطريقة الترفيه». ويتكون المشروع من أقسام مختلفة تراعي حاجات وخصوصيات ذوي الاحتياجات الخاصة. ففي الأقسام الرجالية من مركز التأهيل الشامل تنبسط خيمة الترفيه والمناسبات. وسيحظى النزلاء بالاهتمام الاجتماعي، وستسهم الخيمة في إقامة الفعاليات طوال العام. ويشمل المشروع صالة تدريبية وترفيهية وملاعب وحدائق خارجية. وتتيح الأقسام النسائية من المركز للنزيلات الحصول على المزيد من النشاطات والفعاليات بعد إنشاء مسرح ترفيهي خاص بالمركز، إضافة إلى صالة العلاج بالعمل والصالة الترفيهية. بدوره، عدّ المدير العام للمركز عبدالله المسعود أن هذا المشروع، الذي يُعد الأول من نوعه في الأحساء «فرصة لعدد كبير من ذوي الاحتياجات الخاصة لممارسة النشاط الرياضي، من خلال جلسات العلاج الطبيعي في الصالة المخصصة لذلك، والتي تناسب قدراتهم وإمكاناتهم»، لافتاً إلى أن «بعض ذوي الاحتياجات الخاصة يملكون قدرة عالية على تعلم الحاسب الآلي». من جانبه، أوضح المدير العام للشؤون العامة في «أرامكو السعودية» عصام زين العابدين توفيق، أن «المشروع يعكس اهتمام الشركة بذوي الاحتياجات الخاصة»، مشدداً على أن تنفيذ هذا المشروع يأتي «كإضافة نوعية إلى عدد من البرامج الحالية والمستقبلية، في إطار دور «أرامكو السعودية» الريادي في الشراكة الاجتماعية»، موضحاً أن «الشركة تقدم برامج منوعة تتطور عاماً بعد عام، تشمل الجانب البيئي والثقافي والاقتصادي والمجتمعي».