تؤدي الحكومة المصرية الجديدة برئاسة المهندس إبراهيم محلب، اليمين الدستورية أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي غداً على الأرجح، وتعقد بعدها أول اجتماع لها يرأسه السيسي لشرح تكليفاته للوزراء. وقال مصدر مُطلع ل «الحياة» إن محلب شارف على الانتهاء من تشكيل الحكومة الجديدة، التي يفرض سرية تامة على مشاورات اختيار أعضائها، حتى أنه يعقد اللقاءات بعيداً من مجلس الوزراء في مكان لم يُعلن عنه. ورجح المصدر بقاء وزراء المجموعة الاقتصادية في مناصبهم، للإشراف على الموازنة المالية الجديدة التي أعدوها ويُنتظر أن تقر مع مطلع العام الجديد الذي يبدأ في مطلع تموز (يوليو). وأوضح أن تلك الموازنة تحتوي إجراءات جديدة في ما يتعلق بالموارد والإنفاق، حددها وزراء المجموعة الاقتصادية وفقاً لسياسات إصلاح مالي قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى، وهي سياسات يُشجعها رئيس الحكومة، ومن ثم فإن الأرجح استمرارهم في الحكومة الجديدة. ومن أبرز وزراء المجموعة الاقتصادية وزراء المال هاني قدري، الصناعة منير فخري عبدالنور، التضامن غادة والي، والتخطيط أشرف العربي، ويُرجح أن تضم الحكومة الجديدة وزارة للاستثمار، لكن المصادر جزمت بعدم وجود وزارة ل «المشاريع الصغيرة» تحدثت عنها وسائل إعلام مصرية. ويُرجح أن يستمر أيضاً الوزراء السياديون: الدفاع صدقي صبحي، الداخلية محمد إبراهيم، الخارجية نبيل فهمي. لكن لم يتضح الموقف بشأن وزير العدل نير عثمان. وبذلك ستطاول الوزارات الخدمية حركة تغييرات كبيرة. وكان السيسي التقى أمس النائب البريطاني روبرت وولتر ووفداً من أعضاء «مجموعة أصدقاء مصر» من مجلسي اللوردات والعموم البريطانيين. وعُلم أن السيسي بحث مع الوفد في التحقيقات التي تُجريها السلطات البريطانية بخصوص نشاط جماعة «الإخوان المسلمين». كما التقى الرئيس المصري نائب رئيس مجلس الأمة الكويتي رئيس لجنة الأخوة البرلمانية الكويتية- المصرية مبارك الخرينج ووفداً من مجلس الأمة الكويتي، وزاره شيخ الأزهر أحمد الطيب ووفد من هيئة كبار العلماء لتهنئته بالفوز في انتخابات الرئاسة. وفيما إجراءات تشكيل الحكومة الجديدة قاربت الانتهاء، يُنتظر أن تخطو مصر نحو الاستحقاق الثالث لخريطة الطريق المتمثل في انتخابات البرلمان فور تشكيل الحكومة، بإعلان مواعيد الاستحقاق قبل منتصف الشهر المقبل، وفقاً للدستور الجديد. في المقابل، واصلت جماعة «الإخوان المسلمين» وحلفاؤها المضي في حال «إنكار الواقع الجديد» بعد انتخاب السيسي، فقال «تحالف دعم الشرعية» المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي في بيان، إن «حشوداً مليونية غير مسبوقة تقدمت بالثورة ميدانياً في مئات الفعاليات (أول من أمس) بعد مسرحية التنصيب الهزلية». وأضاف البيان: «لا خطوط حمراء ولا زرقاء أمام الملايين السلمية الثائرة من أحرار الشعب المصري، ضد الانقلاب العسكري العميل ورئيسه». ودعا البيان السلطات إلى «فتح ميدان التحرير أمام الثوار»، معتبراً أن تظاهرات الجمعة «مقدمة ملهمة لانتفاضة 3 يوليو المقبلة» في ذكرى مرور سنة على عزل مرسي. وأعلنت وزارة الداخلية مقتل شرطي أثناء فض مسيرة لأنصار «الإخوان» في منطقة حدائق المعادي أول من أمس. وقالت في بيان إن 50 شخصاً من المنتمين لتنظيم «الإخوان» تجمعوا في منطقة حدائق المعادي، وتعاملت معهم قوات الأمن وتمكنت من تفريقهم، وأثناء قيام مساعد في الشرطة باصطحاب واحد من «مثيري الشغب» -ممن ألقي القبض عليه أثناء فض التظاهرة- إلى سيارة الترحيلات، أصيب بطلق ناري في الصدر من أعلى أحد العقارات، وتوفي فور وصوله المستشفى. كما أعلنت وزارة الداخلية توقيف عميد كلية الدعوة الإسلامية السابق عبدالله حسن بركات، الذي أحالته محكمة جنايات بنها مع 9 آخرين إلى مفتي الجمهورية لاستطلاع رأيه في شأن إعدامهم في قضية عنف تلت عزل مرسي. ومن بين المحالين للمفتي في تلك القضية مفتي الجماعة وعضو مكتب إرشادها عبدالرحمن البر. وكان مرشد «الإخوان» الدكتور محمد بديع قال خلال مثوله أمام المحاكمة أمس في اتهامه على خلفية أحداث العنف التي وقعت في ميدان الجيزة بعد عزل مرسي في 3 تموز (يوليو)، وسقط فيها قتلى ومصابون، «ما يحدث في مصر الآن مهزلة لم تحدث من قبل. الانقلاب سبة في وجه مصر وسيزول قريباً هو وكل من قام عليه ودعموه». من جهة أخرى، بدأت أمس أعمال التدريبات المصرية العسكرية البحرية المشتركة «تحية النسر 2014» بالمياه الإقليمية بالبحر الأحمر بمشاركة قوات من دولتي الإمارات والولايات المتحدة، إضافة إلى دول عدة بصفة مراقبين. وتستمر التدريبات 12 يوماً. واستقبلت القاعدة البحرية في مياه البحر الأحمر بسفاجا عدداً من أفراد القوات البحرية الإماراتية والأميركية للتدريب على أعمال مكافحة الإرهاب والقرصنة في البحر. وتتضمن التدريبات تنفيذ العديد من الأنشطة منها قيام القوات بتخطيط وإدارة أعمال قتال بحرية مشتركة لتأمين منطقة العمليات ضد الأعمال القتالية النشطة للعدو البحري وتنفيذ عدة تشكيلات إبحاراً في النهار والليل لتحقيق السرعة والمناورة العالية خلال اتخاذ الوحدات أوضاعها طبقاً لمتغيرات المعركة والقيام بأعمال الاعتراض البحري والتفتيش واقتحام السفن المشتبه فيها، والتعاون مع القوات الجوية لتنفيذ أعمال الدفاع الجوي والهجوم على سفن السطح المعادية، وكذلك القيام بعمليات الاستطلاع والبحث والإنقاذ لإحدى السفن الصديقة القائمة بالاستغاثة بالتعاون مع طائرات الهليكوبتر، ومكافحة الغواصات المعادية، والتدريب على أعمال التزود بالوقود أثناء الإبحار. وتقام مناورة «تحية النسر» بين مصر وأميركا في مياه البحر المتوسط منذ العام 1991 في إطار سعي الدولتين للتصدي إلى عمليات القرصنة البحرية وتأمين المضايق البحرية ذات المواقع الجيو - استراتيجية وتبادل الخبرات لصقل مهارات القادة والضباط.