تزخر قطر بالكثير من العمائر الأثرية، ومنها المساجد التي تحتفظ بالعناصر المعمارية والفنية الإسلامية. ويعود الباقي من مساجد قطر إلى القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. وتمكّن الباحث محمود رمضان من دراسة وإحصاء 68 مسجداً من 1100 مسجد عامر في دولة قطر، ولاحظ أن تلك المجموعة المهمة من المساجد لم تحظ بدراسة متخصصة وافية من قبل، فسعى جاهداً إلى إعطائنا فكرة عنها في كتاب صدر أخيراً ضمن إصدارات «الدوحة» تحت عنوان «مساجد قطر: تاريخها وعمارتها». واعتمد رمضان على الكثير من المصادر والمراجع التاريخية التي أرّخت للعصر الإسلامي، والحديث والمعاصر لقطر، ومنطقة الخليج العربي. وكان للبحث الميداني الذي قام به المؤلف لحصر المساجد في قطر أثر مهم في إتمام هذه الدراسة التي حاول فيها تسجيل مساجد قطر المندثرة والباقية بكل عناصرها بغرض الحفاظ عليها وحمايتها. وبلغ عدد المساجد القطرية التي تمت دراستها المعمارية والتاريخية والآثارية 68 مسجداً تاريخياً، شكًّلت الطرز المعمارية العامة وتطور تخطيطها خلال الفترة من القرن 3-14ه/9-20م، وقد زوُّدت الدراسة بالمساقط الأفقية لجميع المساجد، بالإضافة إلى اللوحات الفوتوغرافية المتنوعة لكل مسجد وتفاصيله المعمارية والفنية والتي تنشر للمرة الأولى، كما وضًّحت الدراسة الميدانية والبحث والتحليل التاريخي طرز المآذن في عمارة المساجد في قطر وتتبع تطورها حتى استقرار طرزها في وقتنا الحاضر. وجاء في التقديم الخاص بكتاب «مساجد قطر: تاريخها وعمارتها» ما يلي: «يأتي هذا الكتاب في إطار اهتمامنا بتسليط الضوء على معالم قطر الحضارية، وتقديمها بشكل يتناسب مع ما تشهده البلاد من نهضة معمارية في كل جوانب الحياة، وفي وسط هذا الزخم من العمارة العصرية، تبدو الحاجة ماسة إلى رصد الجوانب المعمارية التي تميز مساجد قطر كجزء من العمارة التقليدية الأصيلة، ولقد تمكّن الباحث الدكتور محمود رمضان من خلال دراسة ميدانية أثرية أن يجمع معلومات تاريخية ومعمارية عن كل مسجد، وأن يحصل على مخططات هذه المساجد وبياناتها التسجيلية من قسم الأملاك الوقفية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر، مما مكّنه من تحليل العناصر المعمارية لكل مسجد، وأن يقدم لنا في النهاية مشهداً عاماً للسمات والطرز المعمارية لمساجد قطر. ولما كانت الأهمية المعمارية والأثرية لهذه المساجد تستلزم الحفاظ عليها والعمل على حمايتها كقيمة تاريخية حضارية، فإن لجنة احتفالات اليوم الوطني لدولة قطر، تبنّت الإشراف على إصدار هذه الدراسة بما يتوافق وأهداف اللجنة في التعريف بجوانب من التراث القطري، لاسيما أن المسجد هو أهم ما يميز العمارة التقليدية في قطر، وهو في الوقت نفسه أهم قيمة روحية في حياة أبناء قطر. ومن أهم المساجد التي تناولتها الدراسة مسجد مروب الأثري المندثر بشمال قطر والذي يعود تاريخه إلى العصر العباسي القرن 3ه/9م، ومسجد القبيب (الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني) بالدوحة 1878 م، مسجد رقم: م/س109. ومسجد الخوير القرن 13 ه 19/ م، رقم : م/س 415 وغيرها.