بداعي التزين والتعطّر استعداداً لصلاة التراويح، وعدم الاطمئنان فيها بسبب وجود الأطفال، فضل كثير من النساء الصلاة في بيوتهن على الذهاب للمساجد، فيما طالبت فئة من ذوي الاحتياجات الخاصة ممن يفضلن الصلاة في المسجد، بتهيئة الظروف التي تساعدهن في ذلك، مثل إعداد المواقف الملائمة، ومنزلقات الكراسي المتحركة، ودورات المياه الخاصة. وقالت نجلا حريري المقيمة في جدة: «أفضل الصلاة في بيتي على الذهاب للمسجد، فوجود الأطفال في المسجد يبعدنا عن التركيز في الصلاة والخشوع، وليس هذا فقط بل وجودي مع أطفالي في المنزل يريحني، إذ إنني أصلي وأنا مطمئنة على أوضاعهم، فعلى النساء الصلاة في بيوتهن، خصوصاً أنها أكثر بركةً وأجراً، فضلاً عن رعاية أطفالهن واحترام خشوع المصلين بدلاً من إزعاجهم». وذكرت ربة المنزل في محافظة ينبع موضي الحمد أن وجود الأطفال في المساجد وإرباكهم للمصلين سبب رئيس في امتناعها عن الصلاة في المسجد، وقالت: «أفضل صلاتي في بيتي فهو أكثر أريحية لي واطمئناناً في الصلاة، ففي الماضي كنت أذهب للصلاة في المسجد، وأذكر أنني كنت ساجدة وفجأة شعرت بماء بارد يسكب على ظهري، ما أربكني وأخرجني من الصلاة، فامتنعت بعدها من حضور المسجد في وجود الأطفال، فأنا لا أريد أن أزعج أحداً ولا أن يزعجني أحد، أنا في بيتي أتعطر لاستقبال رب العباد، وهذا لا يجوز في المسجد وبين المصلين». وفيما ذكرت أمل الأعرج من المدينةالمنورة أنها تفضل تأدية صلاة التراويح في المسجد لإحساسها بالاطمئنان ودخولها جواً من الخشوع لا تجده حين تصلي في منزلها، لكنها تحرص على الذهاب إلى مسجد لا يعج بالأطفال، قالت زينة القحطاني التي تعاني من شلل نصفي: «أفضل الذهاب إلى المسجد لصلاة التراويح، لكن يعوقني الكثير من الأمور مثل عدم تهيئة منزلقات للكراسي المتحركة في المساجد، أو دورات مياه للمعوقين، وكذلك عدم وجود مواقف سيارات أمام باب المساجد لمن لا يستطيعون الحركة، ما يضطرني في كثير من الأحيان إلى الجلوس في البيت». من جهته، أوضح أستاذ نظم الحكم والقضاء والمرافعة الشرعية في جامعة الملك عبدالعزيز عضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي في جدة الدكتور حسن سفر أن الأفضل للمرأة البقاء في بيتها إذا كان اصطحاب أطفالها سيحدث تشويشاً على المصلين، ويربك الإمام في التلاوة، وأن من السنن الحميدة أن يصلي الإنسان في المسجد القريب منه من دون أي يكلف نفسه عناء الذهاب إلى مسجد بعيد، مشيراً إلى أن بعضهم يذهب لمساجد بعيدة من أجل إمامٍ معين ورجاءً للخشوع مع صوته، إذ جاء في الحديث: «لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد»، لتجنب الزحام في الصفوف وفي مواقف السيارات وهجران المساجد.