واشنطن- ا ف ب - اكتشف باحثون أميركيون جسما مضادا قادرا على تعطيل 30 من 36 سلالة معروفة من فيروس الانفلونزا، على ما جاء في دراسة تمهد الطريق لابتكار لقاح عالمي ضد الانفلونزا. وكان متخصصون بريطانيون وسويسريون في علم الفيروسات قد أعلنوا مؤخرا أنهم اكتشفوا جسما مضادا يطلق عليه تسمية "أف 16" قادرا على مواجهة كل الفيروسات من النوع "أيه" المسؤولة عن الانفلونزا. ونشر هذا الاكتشاف في مجلة "ساينس" الأميركية. يعمل الجسم المضاد الجديد المسمى "سي ايتش 65" على الراصة الدموية وهي بروتين على سطح فيروس الانفلونزا يتيح للفيروس التمركز داخل الخلايا التي يصيبها. وتشهد الراصة الدموية تغيرات كل سنة، ما يدفع المتخصصين بعلم الفيروسات إلى إنتاج لقاح جديد ضد الانفلونزا في كل موسم. ويتمتع "سي ايتش 65" بخصائص كثيرة مشابهة لتلك الموجودة في حمض السياليك الذي يعتبر المستقبل الطبيعي للراصة الدموية، ويرتبط بأجزاء من الراصة الدموية الخاصة بالفيروس بشكل يمنع هذا الأخير من التغير من دون أن تخف قدرته على إصابة الخلايا البشرية. ويقول الدكتور ستيفن هاريسون من مستشفى الأطفال في بوسطن (ماساتشوستس، شمال شرق) إن هذه الأبحاث "تظهر أن نظام المناعة البشري قادر على تكييف استجابته للانفلونزا وعلى إنتاج أجسام مضادة يمكنها تعطيل مجموعة من السلالات الفيروسية". ويشرح الطبيب في بيان "يعتبر تطوير لقاح مضاد للانفلونزا اليوم مهمة تعتمد جزئيا على الحظ". ويضيف "نعطي اللقاح باستعمال فيروس (مضعف) أو جزء من الفيروس على أمل أن يستجيب جهاز المناعة في الجسم بشكل جيد، ولكن بالنسبة إلى فيروسات كتلك المسؤولة عن الانفلونزا والتي تتغير بسرعة، نحتاج إلى استجابة فعالة كي نعطل سلالة الفيروس المستخدمة في اللقاح وفي الوقت نفسه سلالات كثيرة مرتبطة بها". ويعتبر الدكتور هاريسون أن نتائج هذا البحث تؤدي إلى "استراتجيات يمكن اعتمادها لتحقيق هذا الهدف".