اشتكى ثلاثة ديبلوماسيين أوروبيين حضروا اجتماع سفراء دول الاتحاد الأوروبي ال 27 لدى إسرائيل بمستشار شؤون الأمن القومي يعقوب عميدرور، من أن الأخير «لجأ إلى لغة عدائية وفظة» تجاه السفراء بداعي أن مواقف دولهم تناصب إسرائيل العداء. وقال الديبلوماسيون لصحيفة «هآرتس» إن الاجتماع الذي تم في تل أبيب منتصف الشهر الماضي انتهى ب «حرج ديبلوماسي»، بعد أن استغل عميدرور المنصة «ليوبّخ السفراء على سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه إسرائيل». وأضافوا إن أسلوب كلام عميدرور «كان فظاً للغاية»، وأن عدداً من السفراء الحاضرين شعر بالمهانة من توبيخات المستشار وأطلعوا حكومات بلادهم على فحوى الحديث، على رغم أن الأخير اعتذر عن لهجته في نهاية الاجتماع وعزاها إلى أنه ليس ديبلوماسياً. ويعتبر عميدرور، الجنرال السابق في الجيش الذي يعتمر الطاقية الدينية وعيّنه رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو قبل أشهر قليلة رئيساً لمجلس الأمن القومي في مكتبه، صقراً سياسياً وأحد أكثر المتشددين بين مستشاري نتانياهو، خصوصاً من المسألة الفلسطينية. وقال أحد السفراء الذي حضر الاجتماع للصحيفة الإسرائيلية، إن عميدرور تحدث إليه وإلى زملائه ب «عدائية وتجريح واستعلاء»، وأن عدداً من السفراء شعر بصدمة. وأضاف سفير آخر إن الرسائل التي قدمها المستشار لم تحمل أي جديد «لكن أسلوبه كان عدائياً وواعظاً، لقد دعوناه إلى الاجتماع، لكننا لم نتوقع منه مثل هذه اللهجة. لا مشكلة في انتقاد سياسة الاتحاد، لكن يمكن فعل ذلك بأسلوب مؤدب». وبحسب عميدرور، فإن الاتحاد الأوروبي يفضل على الدوام المواقف الفلسطينية على الإسرائيلية، ولم ينتقد ذات مرة الفلسطينيين، «وهو غير قادر على اتخاذ موقف حيادي بين الفلسطينيين وإسرائيل، إذ لا يمكن اتهام إسرائيل في كل شيء». وزاد محذراً انه إذا لم يضغط الاتحاد الأوروبي على الفلسطينيين فإن المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية لن تُستأنف. وهاجم عميدرور في الاجتماع المذكور، وهو أول اجتماع له مع كل السفراء الأوروبيين معاً، الموقف الذي طرحته وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في اجتماع الرباعية الدولية في 11 الشهر الماضي (قبل ثلاثة أيام من لقاء المستشار بالسفراء) وعارضت فيه مسودة إعلان اللجنة الرباعية والتي اقترحتها الولاياتالمتحدة وتضمنت فقرة تقول إنه يجب ضمان أن تكون إسرائيل دولة يهودية، وعليه فإن الحدود المستقبلية بين إسرائيل والدولة الفلسطينية لا يمكن أن تكون حدود عام 1967. وبرأي عميدرور، فإن هذا الموقف لا يشجع الفلسطينيين على العودة إلى طاولة المفاوضات بل على الذهاب إلى الأممالمتحدة لنيل اعتراف بدولتهم. واتهم الاتحاد بتأييده فقط جزءاً من خطاب الرئيس باراك أوباما في أيار (مايو) الماضي عن رؤيته لحل الصراع، «وهو الجزء الذي استساغه الفلسطينيون وليس الأجزاء التي اعتبرتها إسرائيل جيدة بالنسبة إليها». وتابع أنه ينبغي على دول الاتحاد أن تتحدث بلغة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لا لغة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وزاد إن نتانياهو مستعد اليوم للذهاب أبعد مما ذهب إليه رئيس الحكومة السابق إسحق رابين (الذي وقّع اتفاقات أوسلو عام 1993). وعقب مكتب رئيس الحكومة على الخبر بالقول إن عميدرور كان صريحاً جداً في حديثه ولم يكن فظاً لا متعالياً. ونفى أن يكون عميدرور قارن بين كلينتون ولافروف، مضيفاً أن عدداً من السفراء حيّاه على صراحته «وهو يؤمن بأن الخطوط العريضة للحكومة الإسرائيلية يجب أن تُسمَع بوضوح حتى أمام آذان أصدقاء إسرائيل في أوروبا».