قبل أية مباراة مهمة يجوز أن نقول عنها أي شيء، لكن بعد نهاية المباراة لا يمكن القفز على الحقائق والمشاهد والمتابع لأن أي كلام آخر سيكون نشازاً وغير مقبول، ويدل على انعدام ثقافة من يقول أي شيء غير منطقي، فقبل مباراة المنتخب السعودي للشباب في كأس العالم كانت المخاطرة ان يقابل هذا المنتخب منتخب نيجيريا على صدارة المجموعة الرابعة بعد تأهل الفريقين الى الدور التالي، وكنا نتساءل لو ان مباراة الافتتاح للمنتخب السعودي كانت أمام نيجيريا، لكن ما حدث ان المنتخب السعودي قدم نتائج مبهرة بفضل الإعداد المميز والثقة التي أعطيت للمدرب الوطني خالد القروني الذي نجح حتى الآن بكل اقتدار، وفعل ما لم يفعله جميع المدربين الاجانب التي أتيحت لهم فرصة تدريب هذا المنتخب وفشلوا فشلاً ذريعاً، بينما المدرب الوطني كانت له الأفضلية المطلقة التي لا تحتاج الى اخذ ورد. قبل المباراة التي أقيمت أمس امام نيجيريا، كان حديث القروني منطقياً، وهو يؤكد أنه عاقد العزم على الفوز على منتخب نيجيريا، وتصدر مجموعته الرابعة، كما ان القروني اعترف ان منتخب نيجيريا قوي ويجيد الضغط على الخصم، ويملك لاعبين مميزين، وسيدخل المباراة أمامنا من أجل تعزيز صدارته، مشيراً الى ان منتخب المملكة هو الآخر، سيدخل المباراة من أجل تحقيق الفوز لكي يتسنى له تصدر المجموعة وأضاف: «طالبت اللاعبين بمضاعفة الجهد وتنفيذ التكتيك المطلوب منهم، ويجب علينا التركيز لكون المباراة مهمة بالنسبة لنا»، لكن ما شاهدناه كان عكس الواقع والمنطق، خصوصاً قبل ان يسجل المنتخب النيجيري هدفه الأول حين لاحت الفرصة لكي يتقدم المنتخب السعودي، لكن هذا التقدم في لمحة بصر صار من مصلحة نيجيريا. يقول مدرب شباب نيجيريا إن السعودية لم تكف عن الهجوم طوال المباراة أمامنا، مضيفاً: «كنا الأفضل بدنياً لكن كان يتوجب علينا أن نكون الأفضل تكتيكياً، وهذا يؤكد أن المنتخب السعودي كان هو الأفضل تكتيكياً باعتراف المدرب النيجيري، وعن منتخب بلاده، قال: «ليس سهلاً أن تصل لهذه المرحلة، لقد عملنا معاً لفترة طويلة، وهدفنا أن نستمر في العمل والتقدم وأن ننجح خلال الفترة المقبلة، اما الآن فلا نفكر إلا في المباراة، ونعلم ان هناك فرقاً كبيرة مثل البرازيل والأرجنتين وكولومبيا تقف بيننا وبين اللقب. المنتخب النيجيري حقيقة استحق الفوز على المنتخب السعودي، وهو من المنتخبات القوية والمرشحة للفوز بكأس العالم، وأما المنتخب السعودي فعليه من الآن الاستعداد للمنتخب البرازيلي الذي يملك من السمعة ما لا يملكها غيره من المنتخبات، لكن الواقع وما سيحدث على أرض الملعب يجب أن يكون لأفراد «الأخضر» السعودي كلمة. [email protected]