تعمل «الجمعية الوطنية للمتقاعدين في المنطقة الشرقية» على زيادة رواتب التقاعد، وفيما فضل متقاعدون من ذوي الخبرة «الراحة»، وجد آخرون في طلب شركات لخدماتهم فرصة للهرب من الروتين اليومي، والشعور بعدم الحاجة لهم، وعلى رغم كثرة الطلبات الواردة إلى فرع «الجمعية» في الدمام، من جانب شركات، إلا أنها لم تتمكن من تلبية الطلبات في شغل وظائف عليا بذوي الخبرة من المتقاعدين، وأرجع رئيس فرع الجمعية في المنطقة الشرقية سعيد الغامدي السبب إلى «عزوف بعض المتقاعدين من ذوي الخبرة العالية عن العمل مرة أخرى، فيما يفضل آخرون البقاء في راحة تمتد عاماً أو أكثر، قبل التفكير في معاودة العمل ثانية». ويضم فرع الجمعية أكثر من 1600 عضو، من بينهم 300 سيدة، ويعد امتداداً ل«لجنة المتقاعدين في المنطقة الشرقية»، التي أسست قبل ثمانية أعوام، وذكر الغامدي أن «اللجنة اتخذت من غرفة الشرقية مقراً لها، قبل أن تنضم إلى الجمعية الوطنية للمتقاعدين، التي أسست في عام 1426، كما تعد لجنة المتقاعدين أول فرع يسجل في الجمعية على مستوى المملكة». وتعمل «الجمعية» على توفير معلومات عن أعضائها المتقاعدين الراغبين في العمل، موضحاً أن «فرع الشرقية يضم فريقاً خاصاً بتسويق خبرات المتقاعدين على القطاعين العام والخاص، ونجحنا في توظيف متقاعدين من المهندسين والإداريين، وبخاصة مع زيادة الطلب عليهم»، وبلغ الأمر «عدم تمكن الجمعية من توفير هذا النوع من الخبراء، مع رفض متقاعدين العمل مرة أخرى، مفضلين الراحة وقتاً قبل التفكير في العمل». وأرجع شكوى متقاعدين من الإهمال إلى «كونهم من غير ذوي الخبرة، أو ممن لم ينالوا حظاً وافياً في التعليم»، مؤكداً أن «حملة الشهادات العليا وذوي الخبرات الواسعة يحظون باهتمام كبير». وتقدم «الجمعية خدماتها للمتقاعدين العسكريين والمدنيين من الرجال والنساء»، وتهدف إلى «تذليل الصعاب التي يواجهها المتقاعدون، وبخاصة في ما يتعلق بحاجاتهم الخاصة، عبر التنسيق مع الشركات والمؤسسات الموفرة لها»، كما «تسعى إلى توفير خدمات خاصة في الإدارات الحكومية»، ودأبت «الجمعية على المطالبة برفع مستوى رواتب المتقاعدين من جانب التأمينات الاجتماعية، إضافة إلى زيادة الاهتمام بالشؤون الصحية والاقتصادية والترفيهية والرياضية»، وذكر الغامدي أن «الجمعية حققت جزءاً من الأهداف، وتسعى إلى تحقيق الأهم منها». وأسست «الجمعية» يوماً للوفاء للمتقاعد، «نقيمه في أحد أيام شهري شوال أو ذو القعدة». وتنظم «الجمعية» فعاليات شهرية وربع سنوية، ومنها «عقد ندوات طبية وصحية، وتنظيم رحلات استكشافية، كان آخرها رحلة إلى الأحساء، ضمت أكثر من 40 متقاعداً ومتقاعدة». يشار إلى أن المملكة تضم أكثر من 700 ألف متقاعد من الرجال والنساء، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى مليون و300 ألف متقاعد في السنوات الخمس المقبلة، وشكا معظم المتقاعدين من عدم توافر برامج تؤهلهم من جديد للخدمة الاجتماعية أو إثراء الجانبين الثقافي والاقتصادي في حياتهم. وذكرت دراسة صادرة عن «معهد الإدارة العامة في الرياض» أن نحو 53 في المئة من المتقاعدين تتراوح أعمارهم حين التقاعد بين 51 و60 عاماً، و40 في المئة لم تتجاوز أعمارهم 50 عاماً. وأظهرت الدراسة أن نحو 24 في المئة من أفراد العينة يعولون أقل من خمسة أفراد، و45 في المئة يعولون بين خمسة إلى أقل من 10 أفراد، و25 في المئة يعولون من 10 إلى أقل من 15 فرداً، وأن من يعولون أكثر من 15 فرداً لا تزيد نسبتهم على ستة في المئة.