شينكوتا (مالاوي) - أ ف ب - يبدو الموقع المهجور مقلعاً أكثر منه حلماً أرادت نجمة البوب الأميركية مادونا إنفاق ملايين الدولارات لتحقيقه بغية تعليم الفتيات في مالاوي. فالأراضي الترابية المسطحة والجرداء، بالقرب من عاصمة مالاوي، هي الشاهد الوحيد على المدرسة التي اعتزمت مادونا بناءها بقيمة 15 مليون دولار، والتي لم تبصر النور بسبب سوء إنفاق الأموال وتململ الأهالي. وتوقفت الجرافات عن العمل منذ وقت طويل، حيث وضعت مادونا التي تبنت طفلين مالاويين، حجر أساس حفرت عليه عبارة «تجرأوا أن تحلموا» العام الماضي. وبعد عام على إطلاقه، ألغي المشروع ورفع العمال المطرودون دعوى ضد النجمة التي تخضع جمعيتها الخيرية لتحقيق متعلق بالضرائب في الولاياتالمتحدة، بينما تتحرى مالاوي عن مصدر الأموال التي دفعت مقابل الأرض. وقال بول كاليلومبيه، حاكم إقليم ليلونغوي: «مع أنني رحبت (بالمشروع) في البداية، إلا أن الشكوك ساورتني في شأنه». وأضاف: «تم الترويج للمشروع كثيراً قبل البدء بالعمل». وفيما لم تجب جمعية مادونا الخيرية عن الأسئلة والاستفسارات، قالت النجمة في كانون الثاني (يناير) إن مشروع المدرسة ألغي بغية مساعدة المدارس الموجودة أساساً في البلاد. لكن صحيفة «نيويورك تايمز» نقلت عن مدقق حسابات كان يعمل لدى مادونا انه اكتشف هدر 3,8 مليون دولار في المشروع. وبدأت المأساة عندئذ مع الأموال المخصصة للقرويين، مقابل الأرض التي دفعت جمعية مادونا الخيرية «رايزينغ مالاوي» ثمنها عبر الحكومة. وسرت إشاعات عن تورط بعض المسؤولين في القضية، غير أن الشرطة الضريبية في مالاوي تحقق في المسألة. ولكن في شينكوتا، لا يزال القرويون يطالبون بتوضيح، خصوصاً أن حقولهم السابقة هدمت بلا جدوى.