مرت الجمعة الأولى في رمضان من دون مسيرات، وعم الهدوء في عمان ولم تخرج أي مسيرات بعد صلاة الجمعة للمرة الأولى منذ بداية العام، وذلك بعد أن حوّلت الفعاليات الحزبية والشبابية مسيراتها واعتصاماتها إلى فعاليات رمضانية ليلية تبدأ بعد صلاة التراويح، باستثناء مدينتي الكرك والطفيلة اللتين شهدتا مسيرات بعد صلاة الجمعة على عكس المحافظات الأخرى التي التزمت البرنامج الليلي. وخرجت ليل الخميس - الجمعة بعد صلاة التراويح مسيرة من أمام مسجد أبو حسان الواقع في حي نزال في العاصمة الأردنية بدعوة من الحراك الشعبي والشبابي للإصلاح ضمت العشرات من المواطنين للمطالبة بالإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. واضطر المنظمون إلى تغيير مكان الاعتصام بعد أن فوجئوا بشاحنات كبيرة تصطف فيه قرب مستشفى الحياة في حي نزال، متهمين وزارة الداخلية بتدبير الأمر للتضييق عليهم. ووزعت اللجنة التنسيقية بياناً تحت عنوان «إصلاح ... محاربة الفساد ... حياة كريمة». وردد المتظاهرون هتافات تقول «الشعب يريد إصلاح النظام ... جينا نطالب بالإصلاح بدنا الأردن يكون مرتاح»، و«هذا الأردن أردنا والفاسد يرحل عنا». وفي مدينة اربد (شمال البلاد)، خرج وسط المدينة مصلون بعد صلاة العشاء في مسيرة ليلية غداة إعلان الحراك الإصلاحي تنفيذ مسيرات واعتصامات ليلية عقب صلاة التراويح طيلة شهر الصيام في رمضان. وحسب المنظمين، فإن المسيرة الليلية جلبت وجوهاً جديدة من كبار السن الذين لم يكونوا يشاركون في الفعاليات النهارية بسبب حرارة الجو. وكان الفساد هو القاسم المشترك في الهتافات بعد أن اتخذت المسيرة ميدان الشهيد وصفي التل مكاناً لها للتعبير عن مطالبها في الإصلاح ومحاربة الفاسدين. وعبر المشاركون في المسيرة عن تضامنهم مع جيرانهم في المحافظات السورية «بوجه الظلم والجزار الذي يعمل على قمع وقتل شعبه». وتبرأ المشاركون من الأردنيين الذين قاموا بزيارة دمشق لمناصرة النظام السوري، مؤكدين أن الوفد الذي وضع أقدامه في دمشق لا يمثل الشعب الأردني بقدر ما هو من «المرتزقة لصالح نظام أطعمهم وآجرهم على أعمالهم وسلوكهم». ومن المفترض أن تكون مجموعة من القوى الشبابية والحزبية نفذت اعتصاماً ليل الخميس - الجمعة أمام صرح الشهيد الواقع قرب المدينة الرياضية في عمان تحت عنوان «ليس لهذا استشهدنا». ويأتي هذا الاعتصام، بحسب منظميه، للتأكيد على أن «شهداء الجيش العربي وشهداء المقاومة الشعبية وكل الشهداء الأردنيين الذين سقطوا دفاعاً عن ثرى الأردن وفلسطين وسائر الأمة العربية قدموا أرواحهم من اجل بلد عزيز قوي وعادل ومستقل، ورفضاً لما آلت إليه الأمور من فساد وظلم وتمييز وإفقار وإن هذه الدماء ستبقى سيفاً مسلطاً على رقاب من باعوا البلد وفرطوا بمنجزاته وثرواته.» ومن المفترض أن تكون كل المحافظات شهدت ليل الخميس - الجمعة مسيرات واعتصامات مطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد، خصوصاً في مدينة السلط (شمال غربي عمان) التي تشهد مسيرتها الأولى في الاعتصامات.