في أحدث خطوة عربية تعزز المسعى الفلسطيني لنيل عضوية الاممالمتحدة، شددت لجنة عربية مصغرة منبثقة عن لجنة مبادرة السلام العربية على «تأكيد القرار العربي بالتوجه إلى الأممالمتحدة لدعوة دولها الأعضاء للاعتراف بدولة فلسطين على خطوط الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، والتحرك لتقديم طلب العضوية الكاملة لها في الأممالمتحدة». واتفقت اللجنة المصغرة التي ترأسها ليل الأربعاء - الخميس وزير التعاون الدولي في قطر الدكتور خالد العطية، على «عناصر خطة العمل المقترح تنفيذها خلال الفترة المقبلة لمواصلة التحرك واتخاذ ما يلزم من إجراءات لتنفيذها وحشد التأييد الدولي لها في كل من مجلس الأمن والجمعية العامة». وشارك في الاجتماع الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات، ووفود تمثل المملكة العربية السعودية وقطر والأردن ومصر ولبنان والمغرب. وأفاد بيان اللجنة العربية أن «عناصر خطة التحرك العربي تتضمن إجراء سلسلة من الزيارات والاتصالات والمشاورات مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن والمجموعات الجيوسياسية في الأممالمتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية»، اضافة الى عقد اجتماع للجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية في الأسبوع الثاني من أيلول (سبتمبر) المقبل للنظر في المستجدات ومتابعة الموقف واتخاذ الخطوات اللازمة في هذا الشأن. وحضت قطر في الاجتماع الدول العربية الى «اتخاذ خطوات جادة وملموسة واجراءات عملية تكفل نيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وفقاً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية المتمثلة بقرار مجلس الأمن الرقم 242 وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الرقم 181». وقال العطية ان اجتماع الدوحة يهدف الى تقديم الدعم السياسي اللازم والمساندة العربية المطلوبة في ما يتعلق بطلب الحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأممالمتحدة وبحث البدائل والخيارات المناسبة التي من شأنها أن تساهم في تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني وطموحاته في ظل دولة مستقلة وذات سيادة تعيش بأمن وسلام مع جيرانها. ودعا دول العالم المحبة للسلام التي تسعى الى تحقيق العدالة والديموقراطية ونصرة الشعوب الساعية الى التحرر ونيل حقوقها المشروعة، الى مساندة مطالب الشعب الفلسطيني ومساعيه الجادة في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وقال إن ذلك سيشكل ركيزة مهمة في تحقيق الأمن والسلم والاستقرار في الشرق الأوسط الذي يشهد أوضاعاً وتطورات سياسية ستلقي بظلالها على مستقبل العلاقات العربية مع دول العالم المختلفة. ووجه العربي انتقاداً لما وصفه بمرحلة التفاوض العقيم التي استمرت سنوات ولم تؤد سوى لإضاعة الوقت، معتبراً أن اللجوء الى مجلس الأمن والأممالمتحدة يمثل الطريق الشرعي الوحيد. وكشف أن هناك تأييداً واسعاً في هذا الشأن من خلال اتصالات الأمانة العامة للجامعة العربية والفلسطينيين بدول العالم، وقال: «هناك مؤشرات مشجعة جداً، وهذا التوجه (نحو الأممالمتحدة) سيكلل بالنجاح». في السياق نفسه، شدد عريقات على أن التوجه الى الاممالمتحدة «لا يهدف الى افتعال مواجهة مع أحد او الى صراعات، بل الحفاظ على خيار الدولتين وعملية السلام ذات صدقية تقوم على أساس انسحاب اسرائيل كاملاً من حدود عام 1967 بما فيها القدس الشريف والجولان وما تبقى من أراض لبنانية محتلة». وقال إن قطر سترأس الوفود العربية التي ستجوب دول العالم، خصوصاًَ الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، مضيفاً: «أعتقد أن القطار الفلسطيني في طريقه الى نيويورك». وحض الادارة الاميركية على اعادة النظر في تهديدها باستخدام «الفيتو»، وذلك حفاظاً على العملية الديموقراطية في المنطقة والتغييرات الحاصلة فيها وحفاظاً على عملية السلام، وقال «إن كل من يؤمن بمبدأ الدولتين عليه أن يؤيد هذا الطلب».