لن نعلق تعثر منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم على الطاقم التحكيمي السوري الذي اختاره الاتحاد الآسيوي بعناية فائقة، ولن نعلق الإخفاق على المدير الفني السيد بيسيرو، ولن نقف على رصيف الهم نبكي على اللبن المسكوب، فقد تعودنا المرور من عنق الزجاجة في مواقف عدة، وفي كل عثرة يعود المارد السعودي أكثر قوة وأكثر روعة وأكثر تمكناً. فقدنا فرصة التأهل المباشر إلى مونديال أفريقيا 2010 ولم نفقد حظوظنا، فلا تزال للمجد السعودي بقية، ولا تزال الفرصة مهيأة لنكون ضمن العرس الكروي الكبير صيف العام المقبل، فالطريق الذي يمر عبر كوريا الشمالية للمونديال العالمي هو الطريق نفسه الذي يجب أن نسلكه مع كل معوقاته عبر البحرين ثم نيوزيلندا، صحيح أن الوصول عبر كوريا الشمالية كان أسهل لكن المرور بمنعرج البحرين ثم نيوزيلندا «كائد» والزين غالي لكن الأزين أغلى ولكل شراي(ن) بضاعة وسوق. منتخب ألمانيا تعثر بالسيناريو نفسه الذي تعرضنا له، إذ اهتز فنياً على أرضه وبين جماهيره أمام منتخب إنكلترا وخسر بخمسة أهداف نظيفة مع مستوى متدن للغاية، واحتاج المنتخب الألماني للمرور عبر الملحق الأوروبي للوصول إلى مونديال 2002 ووصل بصعوبة بالغة، وفي المونديال كان المنتخب الألماني فرس الرهان وتقدم بقوة حتى وصل إلى النهائي وخسر أمام منتخب البرازيل بالحظ وأخطأ حارسه الفذ اوليفر كان، وتكرر هذا المشهد مع دول متقدمة عدة تتعثر في محطة العبور المباشرة وتتأهل عبر ملحق متعرج لكنها تصل، وسيصل منتخبنا إلى المونديال المقبل عبر منعرج لا نقول صعباً وإنما يحتاج إلى عمل مضن من الجهاز الفني على وجه الخصوص. كان باستطاعة منتخبنا وعطفاً على عروضه مع المدير الفني السيد بيسيرو الوصول من أقصر الطرق إلى المونديال المقبل، ولكن «محور الشر» حاصره من كل الاتجاهات، فمنتخب إيران كان خارج الحسابات ولكن تعادله مع كوريا الجنوبية وضعنا في «الكورنر»، ومنتخب كوريا الشمالية من الجهة الأخرى كان في أفضل حالاته ولعب بتكتيك متعب لأي منتخب يقابله، وحقق مدربه ما كان يخطط له، واكتمل «محور الشر» باختيار الاتحاد الآسيوي الطاقم السوري لقيادة هذه المباراة، وكان اختياراً غير موفق، فقد كانت مشاعر الطاقم التحكيمي غير معلنة لكن ميوله اللاشعورية مع كوريا الشمالية وإيران جعل كل لعبة فيها مجرد الشك تتحول لمصلحة كوريا الشمالية التي وجدت تعاطفاً ودعماً لوجستياً رفع معنويات اللاعبين الكوريين مع مرور الوقت، فيما تسرب الشك للاعبين السعوديين، خصوصاً بعد رفض الحكم تنفيذ الفاول بسرعة وانتزع الكرة من مرمى الكوريين وأعادها الزمن الكافي لتدمير نفسيات اللاعبين السعوديين ومنح أكبر مساحة من الوقت والثقة للاعبين الكوريين. لن نتباكى على أوراق محروقة أصبحت في طي النسيان، ولن ننصب مناحة تسعد «محور الشر»، وسنعيد ترميم الصفوف ونعيد برمجة الموسم المقبل برمته، وسنصل إلى جنوب أفريقيا بإذن الله. [email protected]