واشنطن - رويترز - اعتبر الرئيس المصري حسني مبارك أن «إعادة تأكيد» الدور الأميركي في الشرق الأوسط توفر فرصة نادرة لإقرار السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال في افتتاحية نشرت أمس في صحيفة «وول ستريت جورنال» إن الرئيس الأميركي باراك أوباما يريد أن يأخذ زمام المبادرة لتحقيق السلام، وان العالم العربي سيتجاوب معه. وكتب أن «التسوية التاريخية في المتناول، وهي تسوية تعطي الفلسطينيين دولة خاصة بهم والتحرّر من الاحتلال بينما تعطي إسرائيل الاعتراف والأمن حتى تعيش في سلام». وأكد أن «مصر تقف على أهبة الاستعداد لانتهاز هذه اللحظة، وأنا واثق من أن العالم العربي سيفعل الشيء نفسه». وانتظرت إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش حتى سنواتها الأخيرة في السلطة لتبذل جهداً منسقا في عملية السلام، وانتقدها كثيرون من العرب لأنها لم تبذل الجهد الكافي، كما أنها فعلت ذلك متأخراً. لكن إدارة أوباما اهتمت بقضية الشرق الأوسط منذ بداية تسلمها للسلطة في كانون الثاني (يناير) الماضي، وقام جورج ميتشل مبعوث أوباما الخاص للشرق الاوسط بأربع رحلات للمنطقة هذا العام حتى الآن في محاولة لإحياء المحادثات الفلسطينية - الإسرائيلية التي توقفت بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وفي وقت سابق من الأسبوع، صرح ميتشل بأن ترتيبات بدء المحادثات الشاملة ستنطلق قريباً، وان كان حجر العثرة الذي يعترض طريق ذلك هو خلاف حول التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربيةالمحتلة. وقال مبارك إن «التوسع الاستيطاني الإسرائيلي الذي لا يلين والذي يقضي على فرص حل الدولتين يجب أن يتوقف، كما يجب أن يتوقف أيضاً إغلاق غزة»، في إشارة إلى الحصار الإسرائيلي على القطاع. ورأى أن على الفلسطينيين تجاوز انقساماتهم ليحققوا طموحاتهم بإقامة دولة مستقلة. وقال إنه إذا اتخذت إسرائيل «خطوات جادة» من أجل السلام مع الفلسطينيين، فإن العالم العربي سيفعل الشيء نفسه. وأضاف أن «الأولوية يجب أن تعطى لحسم الحدود الدائمة لدولة فلسطينية ذات سيادة وذات أراض متصلة على أساس خطوط العام 1967، لأن ذلك سيحل معظم القضايا الأخرى المتعقلة بالوضع الدائم، بما في ذلك المستوطنات والأمن والمياه والقدس». وامتدح الرئيس المصري الخطاب الذي ألقاه أوباما في القاهرة مطلع الشهر، ووصفه بأنه نقطة تحوّل في العلاقات الأميركية مع العالم الإسلامي، لكنه شدد على ضرورة أن تتبعه خطوات «تتحرك قدماً». وقال: «اتطلع إلى العمل مع الرئيس لتحقيق هذا الهدف». وأشار إلى أن مصر طبقت إصلاحات سياسية واقتصادية، لكنه أقر بالحاجة إلى عمل المزيد. وقال: «نحن نقرّ علنا بأن هذه العملية أمامها طريق تقطعه لنحقق ما نتطلع إليه»، وهو ما بدا رداً ضمنياً على انتقادات بعض الجماعات المدافعة عن حقوق الإنسان لأوباما على خلفية اختياره القاهرة ليوجه منها خطابه إلى العالم الإسلامي بسبب سجّل مصر في مجال حقوق الإنسان.