واشنطن، بكين - رويترز، أ ف ب - ذكر البيت الابيض ليل أمس الثلاثاء ان الرئيس باراك اوباما وقع على مشروع قانون خفض العجز ليصبح قانونا ساريا لخفض الانفاق وزيادة سقف الدين الامريكي وتجنب تأخر غير مسبوق في سداد استحقاقات الدين. وأبدت الصين الاربعاء موقفا صارما حيال الاعلان عن اقرار الكونغرس الاميركي خطة تجنب البلاد التعثر في تسديد مستحقاتها، معتبرة انها فشلت في نزع فتيل "قنبلة ديونها" ومؤكدة عزمها على الحد من اعتمادها على الدولار في احتياطاتها الهائلة من العملات الاجنبية. وترافق هذا الموقف مع تخفيض وكالة التصنيف الائتماني الصينية داغونغ علامة الدين السيادي الاميركي. ورات وكالة انباء الصين الجديدة الاربعاء ان اقرار الكونغرس الاميركي خطة تجنب الولاياتالمتحدة التخلف عن مدفوعاتها حتى العام 2013 على اقرب تقدير فشل في نزع فتيل "قنبلة الديون". وحذرت من انه في حال لم تنجح واشنطن في ضبط ديونها، فان ذلك سيؤثر على "رفاه مئات ملايين العائلات في الولاياتالمتحدة والخارج". واعلن حاكم البنك المركزي الصيني تشو هسياوشوان في بيان ان "احياطي العملات الاجنبية الصيني سيستمر في اتباع مبادئ تنويع الاستثمارات وادارة المخاطر". ووصل احتياطي العملات الصيني الذي يعتبر الاكبر في العالم الى 3197 مليار دولار نهاية حزيران/يونيو بزيادة 30,3% خلال سنة، بحسب البنك المركزي. غير ان الصين تبدي مخاوف لا سيما وانها الدائن الاول بفارق كبير للولايات المتحدة وقد وصلت قيمة سندات الخزينة الاميركية لديها في ايار/مايو الى حوالى 1160 مليار دولار. وعززت الازمة المالية عام 2008 مخاوف الصين بشان هذه الموجودات ودفعتها الى زيادة استثماراتها باليورو التي لم تكشف عن قيمتها فيما يعتبرها المحللون متواضعة، ولا سيما في فرنسا والمانيا. غير ان هامش تحرك الصين يبقى محدودا بنظر الخبراء وقال اليستير ثورنتون المحلل لدى شركة ايه اتش اس غلوبال اينسايت لوكالة فرانس برس "انني واثق من انهم يرغبون في تنويع (عملات احتياطيهم) لكن هذا سيقتصر على الهوامش". واضاف "الواقع انه سيكون من الصعب على الصين ان تنوع موجوداتها على حساب شراء الدين الاميركي بدون ان تعمد الى تغيير جذري في نمطها الاقتصادي برمته". وتابع "لا يوجد اي سوق اخر فيه هذا الحجم الهام من السيولة مثل الولاياتالمتحدة" مبررا بذلك اقبال الصين بكثافة على شراء الديون الاميركية. واكد ين تشنتاو من اكاديمية العلوم الاجتماعية من جهته ان الصين "امامها خيارات ضئيلة جدا لاستثمار احتياطاتها الطائلة من العملات الصعبة في الاسواق الدولية". وصدرت الانتقادات الصارمة للاتفاق الاميركي حول الديون عن وكالة الصين الجديدة في اعقاب تعليقات سلبية جدا وردت الاثنين والثلاثاء في الصحافة الرسمية الصينية. وكتبت صحيفة الشعب الناطقة باسم الحزب الشيوعي "حتى لو ان الولاياتالمتحدة تفادت بشكل اساسي التعثر في السداد، الا ان مشاكل دينها السيادي تبقى بدون حل". كما انتقد التلفزيون الصيني من جهته الاتفاق الذي تم التوصل اليه في اللحظة الاخيرة بين اوباما والكونغرس معتبرا انه "استعراض سياسي يثير ضجة اعلامية اكثر مما هو اتفاق على الجوهر". وعمدت وكالة داغونغ الصينية للتصنيف الائتماني الى تخفيض علامة الولاياتالمتحدة. واوضحت داغونغ التي تؤكد انها مستقلة غير انها لم تثبت بعد عن مصداقية فعلية، ان هذه العلامة تراجعت من ايه+ الى ايه مع توقعات سلبية لمستقبل الدين الاميركي، معتبرة ان رفع سقف الدين العام لا يمكن الا ان "يزيد من تفاقم" الازمة. وكانت داغونغ خفضت في تشرين الثاني/نوفمبر 2010 علامة الدين السيادي الاميركي من أيه أيه (AA) الى أيه+ (A+) وارفقت هذه العلامة في 14 تموز/يوليو بتوقعات سلبية. وبذلك تتبع وكالة التصنيف الصينية نهجا مختلفا عن نهج وكالات موديز وفيتش وستاندرد اند بورز التي تمنح واشنطن علامتها القصوى ايه ايه ايه.