قبل أعوام نفر الجميع من البقر اسماً ولحماً وأصبح حتى النظر لها من الأمور الخطيرة، تخلص أصحاب الأبقار من أبقارهم وأصبحت البقرة موضع شك في حركاتها لدى من ابقى بقراته وأي حركة منها غير عادية أصبحت تقذف بالجنون من قبله وقد يحكم عليها بالإعدام0 في العام الذي يليه جاء مرض «سارس» وأرعب الناس وأصبح كل من أصيب بنزلة برد يشك بنفسه فلربما أصيب بسارس واستوردت الكثير من الدول الأمصال الواقية وانتهت صلاحيتها بالمستودعات، ومن ثم جاء دور أنفلونزا الطيور، ومع قوة الإشاعة وجدت إحدى العجائز في منطقة الإحساء إحدى دجاجاتها نافقة والأخرى على وشك النفوق فاستعانت بابن جيرانها الذي يعمل مراقباً صحياً في البلدية فنصحها بإعدام الجميع حتى لا ينقلوا لها العدوى ففعلت، وانحرمت هذه العجوز من مصدر دخل كان يساعدها على قضاء حوائجها وهذا العام جاء دور أنفلونزا الخنازير. إشاعة هذه الأمراض الموسمية واختفاؤها مرض تلو الآخر ألا يولد تساؤلاً لدى الجميع: لماذا كل عام مرض؟ وهل هناك تقارير تفيد بأن هذه الأمراض فعلاً كانت موجودة وتم القضاء عليها؟ وكيف انقرضت تلك الأمراض؟ وإذا كان الأمر مجرد إشاعات فمن المستفيد من تلك الإشاعات؟ حقيقة أن تلك الأمراض وتسلسلها في رأيي قد تكون مسلسلاً يفبرك كل عام حول بعض الدول من بعض شركات الأدوية، وترعب العالم وتوجه الاشاعة بشكل أقوى إلى الشرق الأوسط، ومن ثم تنتج تلك الشركات أمصالاً تدعي أنها واقية من مرض الموسم وتبيع ما أنتجته، ومن ثم تتلاشى دعاية المرض وكأن شيئاً لم يكن. لماذا منظمات الصحة والجهات المسؤولة لا تعطي تقارير إلى أين ذهبت الأمراض السابقة؟ وما حقيقتها؟ وكيف تم القضاء عليها، أم أنها ما زالت موجودة؟ ولماذا اختفى التحذير والتحوط منها؟ أليس من الغريب أننا لم نفكر في مسلسل تلك الأمراض الذي لن ينتهي، وانتظروا العام القادم سيكون دور «جنون الغنم»، والمسلسل طويل ولن ينتهي، المستفيد الوحيد من هذه الاشاعات هي شركات الأدوية، وفي اعتقادي أنهم هم من ينشر تلك الإشاعات، بل يدفعون على تصويرها حقائق لتحقيق أرباحهم من خلالها. وهنا سأورد مثالاً على دواء أنتجته شركة معروفة لمكافحة أنفلونزا الطيور، ومع بداية دعاية انفلونزا الخنازير ظهرت تقارير تروج انه مضاد لها! إحدى الدول، حماية لمواطنيها، استوردت مصلاً مضاداً لأنفلونزا الطيور في العام الماضي بملايين الدولارات وانتهى بمستودعاتها دون أن تكتشف حالة واحدة، فقط لأنهم وجدوا بعض الدجاجات نافقة في الحظيرة، ومع قوة الاشاعة أصبح سبب النفوق أنفلونزا الطيور، فهل نتعقل قليلاً، ونتعامل مع الأمور بهدوء، ونحلل الأمور بأسلوب علمي، فيا ترى من المسؤول؟ الإجابة لدى وزراء الصحة العرب ومنظمات الصحة العالمية. سعد نهار البداح [email protected]