لا نقول مئات بل الآلاف من الطلبة من الجنسين عاشوا صدمة الرفض وعدم القبول في الجامعات، والسبب نسبة القدرات التعجيزية التي أقرتها الجامعات بنسبة 70% فما فوق، ما ذنب هؤلاء ليعانوا من بطالة الدراسة؟ ألا يكفينا بطالة الوظائف؟ أين يذهب هؤلاء؟ وقد أقفلت الأبواب في وجوههم، حتى الفرص التي كانت متاحة لم تعد موجودة الآن، كان الطلبة الذين لم يتمكنوا من القبول في الجامعات يجدون فرصاً في المعاهد العلمية، أو الكليات الأدبية، وكليات المعلمين والمعلمات، أو كليات التمريض، أو غيرها، الآن أصبح القبول عن طريق الجامعات، وجامعاتنا تريد التخفيف من عبء هؤلاء حتى تستفيد من نظام الانتساب بالمبالغ التي يدفعها الطلبة لهذه الغاية، غير عابئة بظروف هؤلاء الطلبة الذين فيهم من لا يملك قوت يومه ومازال في كنف والده الآباء ليسوا كلهم أثرياء، والأمهات لسن كلهن موظفات ليتحملن الدفع من أجل أبنائهن، أعرف أن اختبارات القدرات في البلدان الغربية هدفها قياس الذكاء وليست التعجيز وليست أيضاً لحرمان الطلبة من الدراسة، ليسوا كل الطلبة من الجنسين من العباقرة، وهناك فروق فردية بين الأفراد، والله سبحانه وتعالى عندما خلق البشر لم يخلقهم على مستوى واحد من الذكاء والفكر، والقدرات، والمواهب، حتى الطلبة والطالبات من الموهوبين في مدارسنا لا يأخذونهم في مراكز المواهب على أساس الموهبة، بل على أساس التحصيل العلمي بدليل أنهم يأخذون الأوائل من كل فصل، وهذه ليست ميزة إذا ما عرفنا أن مناهجنا مازالت قائمة على الحفظ والتلقين والاستظهار على رغم كل الجهود التي بذلت في تطوير المناهج، وهناك المئات من الطلبة من يستطيعون التفوق اعتماداً على هذه الخاصية ويحصلون على درجات ممتازة، ويتمكنون من التفوق من دون عناء مع عدم وجود الذكاء وحافز الإبداع، أليس من المجحف حقاً أن يحرم أو تحرم من نسبتهم 80% في التحصيل العلمي و60% في القدرات؟ هذه حكمة ربنا في الفروق الفردية والتفاوت في التميز، أو التحصيل، أو الذكاء، أو التفكير بين الطلبة، وهذه حقيقة آمن بها التربويون والمفكرون ليكون لكل من هؤلاء حقه في الحصول على التعليم الذي يوافق قدرته وإمكاناته. لماذا لا يقبل هؤلاء جميعاً وبمختلف النسب للسنة التحضيرية، وبعدها إن لم يتمكنوا من الحصول على نسب مقنعة يكون لهم الحق في التحول إلى نظام الانتساب الذي أصبح بالنسبة للجامعات هدفاً واضحاً، مع أن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله أمر الجامعات بقبول الطلبة بجميع النسب، إلا أن مسألة القدرات هذه أصبح مبالغاً فيها بطريقة تعجيزية لم يتمكن من خلالها حتى المتفوقين دراسياً، وحتى الأوائل على مدارسهم، بل حتى الأذكياء من المشهود لهم بذلك لم يتمكنوا من الحصول على النسب المطلوبة، حتى بات معظمهم يشك في أن هذه الأسئلة متعمدة للحيلولة دون دخولهم الجامعات؟ ما يجعل الإنسان يتساءل على أي أساس وضعت أسئلة قياس القدرات؟ ولماذا لم تراع الفروق الفردية بين الطلاب من الجنسين؟ إذ إن مراعاة الفروق من الشروط الأساسية لكل من يطلع بهذه المهمة، فالمسألة ليست عبثية، ولا اعتباطية، ولا عشوائية، لقد كانت ردة الفعل عنيفة من قبل ال 500 من الطالبات اللاتي اقتحمن جامعة أم القرى كما قرأنا في هذه الصحيفة الأحد الماضي، وعلى رغم أنني لا أشجع العنف والشغب بشتى صوره وأشكاله وعدم حضاريته، لكن الواسطة مازالت تعمل، وهناك من قُبِلوا مع تدني نسبهم سواء في التحصيل أو القدرات. [email protected]