يولي خادم الحرمين الشريفين عناية خاصة بالاقتصاد، باعتباره الأداة التي تتحقق عبرها غاياته الكبرى، وفي مقدمها مكافحة الفقر، وتعزيز الرفاه الاقتصادي للمواطنين في كل أنحاء المملكة، إلى جانب تنشيط التنمية الريفية واقتسامها. ونظراً لاتساع مساحة المملكة، وكذا الرقعة الجغرافية التي ينتشر فيها السعوديون، فقد أطلق الملك عبدالله بن عبدالعزيز، برنامجه الاقتصادي الطموح لإنشاء 6 مدن اقتصادية جديدة، بكلفة إجمالية تقارب نصف تريليون ريال في كل من المدينةالمنورة وحائل وتبوك وجازان ورأس الزور ورابغ، بهدف استراتيجي عنوانه تنشيط التنمية الإقليمية. وتتوقع الهيئة العامة للاستثمار، وهي الجهة الحكومية المناط بها متابعة وتنفيذ هذه المشاريع الاقتصادية الجديدة، أن ترفد هذه المدن الناتج المحلي الإجمالي السعودي بما قيمته نحو 551 بليون ريال (150 بليون دولار) سنوياً بحلول عام 2020، فضلاً عن توفير 1.3 مليون وظيفة جديدة لأفراد يعولون 4.5 مليون شخص. وقد أنجزت السعودية حتى الآن 4 من هذه المدن هي مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ، ومدينة المعرفة الاقتصادية في المدينةالمنورة، ومدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل، ومدينة المعرفة الاقتصادية في المدينةالمنورة، ومدينة جازان الاقتصادية في جازان. وفي ما يأتي اضاءات حول المدن التي تم تدشينها: (1) مدينة الملك عبدالله الاقتصادية – رابغ -: تعد مدينة الملك عبدالله الاقتصادية التي يجري إنشاؤها في منطقة رابغ على ساحل البحر الأحمر شمال مدينة جدة بطول 35 كيلومتراً وعلى مساحة 168 مليون متر مربع احد أكبر المشاريع التنموية السعودية، بإجمالي استثمارات يفوق ال 100 بليون ريال. ويضم المشروع 6 مناطق رئيسية هي ميناء بحري عالمي، ومنطقة صناعية، ومنتجعات شاطئية، وجزيرة مالية، و3 أحياء سكنية، ومدينة تعليمية. ومن المتوقع أن توفر المدينة 500 ألف فرصة عمل جديدة. والمشروع الذي تم طرح 30 في المئة منه للاكتتاب العام هو أكبر مشروع يتم تطويره من خلال القطاع الخاص في المنطقة، اذ تعمل شركة إعمار التي تتخذ من دبي مقراً لها على تطويره بالتعاون مع الهيئة العامة للاستثمار. (2) مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية - حائل -: تقع مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية، التي تبلغ مساحتها 156 مليون متر مربع في منطقة حائل (شمال المملكة)، والتي تعد من أغنى مناطق المملكة بمصادر المياه الجوفية، اذ تملك المنطقة أعلى مخزون مياه في المملكة. والمشروع يمثل وفقاً للاقتصاديين نقلة نوعية للاقتصاد السعودي، وستوفر المدينةالجديدة قرابة 30 ألف فرصة عمل لأبناء وبنات المنطقة، ما سيسهم في تطوير المنطقة اقتصادياً واجتماعياً. من أهم جوانب المشروع، المطار الدولي والجامعات ومراكز البحث العلمي وهو ما يثبت الاهتمام الكبير في بناء الإنسان واعتباره المحور الأهم في مشاريع التنمية. (3) مدينة المعرفة – المدينةالمنورة: المدينةالمنورة، كان لها نصيب مقدر من المدن المتخصصة التي يتبنى نشرها في مختلف مناطق المملكة خادم الحرمين الشريفين، من خلال مشروع (مدينة المعرفة الاقتصادية: مؤسسة الملك عبدالله لوالديه) وهي أول مدينة من نوعها قائمة على الصناعات المعرفية في المملكة، وثالث مدينة اقتصادية ضمن استراتيجية الاستثمار الجديدة، لتكون رافداً لدعم أعمال المؤسسة الخيرية، وصرحاً وطنياً وعالمياًً للتنمية الاقتصادية، ورافداً من روافد الخير الداعمة للمؤسسة الخيرية. (4) مدينة جازان الاقتصادية – جازان -: تعد مدينة جازان الاقتصادية، المدينة الاقتصادية المتكاملة الرابعة، وقد تم تخصيص ما نسبته 2.5 في المئة من أسهم الشركة المطورة للمدينة لذوي الدخل المحدود من أهالي جازان ويدفع المطورون للمدينة جميع تكاليف إنشاء البنية التحتية في المدينة من دون أن تتحمل الدولة أية مبالغ مالية باستثناء التسهيلات التي تقدمها الجهات الحكومية ذات العلاقة. تقع المدينة على بعد (50) كيلومتراً شمال مدينة جازان على مساحة (110) ملايين متر مربع، على طول (12) كيلومتراً بمحاذاة الشريط الساحلي على البحر الأحمر، وعمق (8) كيلومترات. يتميز موقع المدينة بقربه من أسواق محلية و إقليمية واعدة، إضافة إلى ما يشكله من فرصة إقامة منطقة تبادل تجاري بين قارتي آسيا وأفريقيا، وتوفيره لمحطة جديدة على ساحل البحر الأحمر لحركة السفن بين البحر الأبيض المتوسط و المحيط الهندي.